كشف مسؤولون أميركيون أن عدداً من القادة العسكريين المشاركين في العمليات المتوسعة التي تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب في أميركا اللاتينية طُلب منهم توقيع اتفاقيات "عدم إفصاح" (NDA) تمنعهم من الحديث عن تفاصيل المهمات أو تسريب أي معلومات متعلقة بها.
وأوضح ثلاثة مسؤولين أميركيين – تحدّثوا لوكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم – أنّ الخطوة تُعدّ غير معتادة للغاية، لأنّ العسكريين الأميركيين يخضعون أساساً لقوانين السرية الوطنية. وأشاروا إلى أنهم لا يعرفون عدد الضباط الذين طُلب منهم التوقيع، كما لم تُقدّم تفاصيل إضافية بشأن نطاق هذه الاتفاقيات أو أهدافها.
وأضاف المسؤولون أنّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) استخدمت اتفاقيات "عدم الإفصاح" من وقتٍ لآخر منذ تولّي بيت هيغسيث منصب وزير الدفاع في كانون الثاني 2025، لكن اللافت في هذه الحالة هو استخدامها ضمن أنشطة متعلقة بأميركا اللاتينية، وهو أمر لم يُكشف عنه من قبل.
وأثار هذا الإجراء تساؤلات واسعة في أروقة الكونغرس، خصوصاً بعد شكاوى من بعض أعضائه من غياب المعلومات حول طبيعة وأهداف العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وكان البنتاغون قد أعلن الأسبوع الماضي عن نشر مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" في أميركا اللاتينية، في خطوة وصفها الخبراء بأنها تصعيد ميداني يتجاوز بكثير متطلبات عمليات مكافحة المخدرات، وهو الهدف المُعلن للمهمة حتى الآن.
ووفقًا لـرويترز، نفّذ الجيش الأميركي ما لا يقل عن 13 ضربة جوية منذ أوائل أيلول استهدفت سفنًا يُشتبه في تهريبها للمخدرات، معظمها في منطقة الكاريبي، ما أسفر عن مقتل نحو 57 شخصًا. وأقرّ البنتاغون بأنّ بعض المستهدفين من فنزويلا وكولومبيا والإكوادور، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتأتي هذه التطورات في ظلّ تصعيد إدارة ترامب لهجتها تجاه فنزويلا وكولومبيا، متّهمة حكومتي البلدين بـالتورّط في تجارة المخدرات، وهي اتهامات نفتها العاصمتان بشدّة. وكانت واشنطن قد رفعت هذا العام مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار.
الـــمــــزيــــــــــد
