دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، إسرائيل إلى "ضبط النفس عسكرياً لتجنّب معاناة جديدة في غزة"، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استئناف العمل بوقف إطلاق النار عقب سلسلة ضربات شنّها رداً على هجوم أدّى إلى مقتل أحد جنوده.
وقال فاديفول في بيان، الأربعاء، إنّ "المعلومات الأخيرة عن تجدد المعارك تقلقني بشدة"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال اجتماع مجلس الوزراء أنّ وقف النار في غزة "مهدد" ويجب "العودة إليه بأسرع وقت".
وأوضح بارو أنّ "العمليات العسكرية الإسرائيلية تجددت الثلاثاء بعد هجمات نفذتها حركة حماس وبطئها في إعادة جثث رهائن"، وفق ما نقلت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية مود بروجون.
وأضافت بروجون أنّ "أولويتنا هي المشاركة في الإطار الذي وضعه الأميركيون لإرساء الاستقرار في القطاع، وفي موازاة ذلك نناقش مع واشنطن تفويض القوة الدولية المقبلة لإدارة المرحلة الانتقالية، وندفع الفلسطينيين إلى تشكيل اللجنة المكلفة بإدارة غزة في أسرع وقت".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الأربعاء استئناف وقف النار في غزة، مشيرًا في بيان إلى أنّ قواته ستواصل تطبيق اتفاق غزة، لكنها "ستردّ بقوة على أي خرق"، على حدّ تعبيره.
وأضاف البيان أنّ القوات الإسرائيلية "استهدفت أكثر من 30 مسلحاً في مستويات قيادية في غزة" خلال الساعات الماضية، في وقت ارتفع فيه عدد القتلى في القطاع إلى أكثر من 100 شخص.
وفي المقابل، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنّه "لا حصانة لأي من قادة حركة حماس"، مؤكّدًا أنّ "كل من يهاجم الجنود الإسرائيليين وينتهك الاتفاق سيدفع الثمن كاملاً".
كما أوضح أنّ الجيش تلقى تعليمات "بالتعامل بقوة ضد أي هدف لحماس"، مشيرًا إلى أنّ القوات الإسرائيلية هاجمت عشرات البنى العسكرية في غزة منذ الثلاثاء.
من جهتها، اتهمت حركة حماس إسرائيل بمحاولة إفشال اتفاق وقف النار، محمّلة إياها كامل المسؤولية عن التصعيد الجديد.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني مطلع قوله إنّ القوات الإسرائيلية استهدفت جميع الأهداف المدرجة على قائمتها في القطاع، ونفّذت "عشرات الاغتيالات الموجّهة ضد ناشطي حماس"، في حين أشارت مصادر أخرى إلى أنّ الجيش الإسرائيلي مارس ضغوطاً على الحركة لإعادة جثتي رهينتين عُثر عليهما الثلاثاء.
وكانت إسرائيل زعمت، الثلاثاء، أنّ حماس انتهكت وقف النار بعد اشتباكات بين مسلحين وقوات إسرائيلية في مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل جندي.
لكنّ الحركة نفت تورّطها في أيّ اشتباكات في رفح، مؤكدةً التزامها الكامل باتفاق وقف النار.
بدوره، شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس على أنّ اتفاق غزة لا يزال قائماً رغم الخروقات، معتبرَين أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تمثّل "اختباراً جديداً للاتفاق الهش الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية قبل نحو ثلاثة أسابيع".