اقليمي ودولي

القدس العربي
الخميس 30 تشرين الأول 2025 - 09:16 القدس العربي
القدس العربي

"طريق الموت"... ناجون من هجوم حافلة السويداء يروون لحظات الرعب والدماء

"طريق الموت"... ناجون من هجوم حافلة السويداء يروون لحظات الرعب والدماء

من سريرها في المستشفى، تروي السورية لميس إصابتها بإطلاق نارٍ طال حافلة كانت تقلّها الثلاثاء على ما تصفه بـ"طريق الموت" بين السويداء ودمشق، في حادثة أجّجت مخاوف سكان المنطقة التي شهدت أعمالَ عنفٍ دامية قبل أشهر.


ومنذ المواجهات التي اندلعت في تموز الماضي وأودت بحياة أكثر من ألفي شخص، لم تعد الحياة إلى طبيعتها في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، إذ يخشى السكان مغادرة منطقتهم وسلوك الطريق نحو العاصمة.


في المستشفى الواقع في مدينة السويداء، تقول لميس (32 عاماً) التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها الكامل: "ذهبنا إلى دمشق، أخي وابنتاي وأنا، لإصدار جوازات سفر بهدف السفر. وفي طريق العودة، رأيت شخصاً مسلحاً على دراجةٍ نارية، وقف على باب الحافلة وسأل السائق عن وجهتنا، فقال له: إلى السويداء، فأشار بيده وانهال علينا الرصاص من كل صوب".


وتتابع، "أُصيبت ابنتي إصابةً بالغة في يدها، وأنا مصابة أيضاً. أكملت الحافلة سيرها فيما واصلوا إطلاق النار علينا. بقينا ننزف طوال الطريق، الحافلة كانت ممتلئة بالدماء، هناك من قُتل وهناك من يصرخ... كل الطريق كانت عبارة عن صراخٍ وموتٍ ودماء".


وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، قُتل شخصان في إطلاق النار على الحافلة التي كانت تقلّ مدنيين على طريق السويداء الثلاثاء، ونُسب الهجوم إلى "مسلحين مجهولين".


من جهتها، ذكرت منصة "السويداء 24" الإخبارية المحلية أن القتيلين هما آية سلام وكمال عبد الباقي، مشيرةً إلى أن الحافلة استُهدفت خلال عودتها من دمشق، في منطقةٍ تقع ضمن نطاق انتشار حواجز الأمن العام، وأفادت عن إصابة ستة جرحى بينهم طفلان.


وتقول لميس: "يتملّكني الرعب الآن من سلوك هذا الطريق مجددًا. ما حصل معنا صعب... لن نتمكّن من المرور به بعد اليوم، أصبح اسمه طريق الموت".


شهدت محافظة السويداء في 13 تموز (يوليو) اشتباكاتٍ بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو، تحوّلت إلى مواجهاتٍ دامية بعد تدخل القوات الحكومية ومسلحين من العشائر. وبينما أكدت دمشق أنّ قواتها تدخّلت لوقف الاشتباكات، اتّهمها شهودٌ وفصائل درزية والمرصد السوري لحقوق الإنسان بالقتال إلى جانب البدو وبارتكاب انتهاكاتٍ بحقّ الدروز.


وبحسب المرصد، من بين ضحايا تلك المواجهات 789 مدنياً درزياً "أُعدموا ميدانياً برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".


ورغم إعلان وقف إطلاق النار، لا تزال المحافظة تعيش توتراً أمنياً، إذ بقيت مدينة السويداء تحت سيطرة المقاتلين الدروز، في حين تُمسك القوات الحكومية بالمناطق المحيطة بها.


وفي أيلول (سبتمبر)، أعلنت دمشق عن خارطة طريق للمصالحة بدعمٍ من الولايات المتحدة والأردن، تقوم على محاسبة كل من تورّط بالاعتداء على المدنيين، كما عيّنت السلطات السورية زعيماً درزياً محلياً قائداً للأمن الداخلي في السويداء.


ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقعت في الأشهر الأخيرة عدة حوادث على الطريق بين دمشق والسويداء، شملت عمليات خطفٍ وإطلاق نارٍ على سياراتٍ مدنية، وكانت حادثة الثلاثاء الأخطر، مشيراً إلى وجود حواجز لمسلحين مرتبطين بالسلطة لكنهم غير تابعين رسميًا لقوات الأمن.


ويقول سكان السويداء إنهم لا يزالون يعيشون في خوفٍ دائم من الوضع الأمني المتوتر رغم توقف المعارك الواسعة.


مضر (25 عاماً)، وهو طالب جامعي في اللاذقية، قال لـ"فرانس برس": "قصة أمس كانت من أسوأ القصص التي مرّت في الفترة الأخيرة... لم أعد أفكّر في الذهاب إلى السويداء إلى حين انتهاء العام الدراسي".


وأضاف، "هذا الأمر ينعكس على الطلاب أولاً، وله أثر نفسي كبير وصعب جداً، يشعر الشخص أنه بغربة وهو في وطنه".


وفي المحافظة نفسها، يخشى صفوان عبيد (40 عاماً) أن يُفوّت موعده في سفارةٍ في بيروت لإصدار تأشيرة سفر، قائلاً: "الطريق إلى دمشق لم يعد آمناً أبداً، مع استهداف حافلات النقل على طريق دمشق – السويداء. الطريق غير مؤمّنة، ولا توجد وسيلة يمكن أن تضمن وصولي إلى العاصمة ومنها إلى بيروت".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة