أثار الرئيس السوري أحمد الشرع جدلًا واسعًا على منصّات التواصل الاجتماعي، عقب تصريحاتٍ أدلى بها خلال مشاركته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 المنعقد في الرياض، بحضور وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الشرع خلال الجلسة إنّ "سوريا اليوم تربطها علاقات مثالية مع تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات"، مضيفًا: "هذه دول ناجحة فيما أعتقد — مع احترامي لباقي الدول. دول مثل مصر والعراق لديها نجاح، لكن هذه الدول الخليجية تعمل بجهدٍ مضاعف وسرعة فائقة، وتواكب التطور التقني والتكنولوجي في العالم."
وكشف الشرع أنّ أول زيارة خارجية أجراها بعد تولّيه الرئاسة كانت إلى السعودية، معتبرًا أن "المملكة هي المفتاح"، وقال: "حين توجّهنا في الرحلة الأولى إلى السعودية، كنا نعلم تمامًا أين يكمن المفتاح."
كما أشاد بـ رؤية السعودية 2030، واصفًا إيّاها بأنها "ليست مقتصرة على حدود المملكة، بل تشمل المنطقة بأكملها"، مؤكّدًا أن دمشق التقطت الرسالة وسارعت للانخراط في هذا التوجّه الإقليمي الجديد.
تصريحات الشرع أثارت ردود فعل غاضبة في مصر والعراق، حيث اعتبرها كثيرون تقليلًا من شأن دولٍ دعمت سوريا خلال سنوات الحرب.
وكتب أحد المغرّدين المصريين: "يأتي من يصف نفسه بالرئيس المؤقت ليقلّل من مصر التي احتضنت ملايين السوريين الهاربين من القصف؟!".
فيما علّق عراقي بالقول: "العراق قدّم دماء أبنائه دفاعًا عن المنطقة، واليوم يُقال إنه فقط يعمل بجهدٍ مضاعف بينما الآخرون ناجحون؟!".
ورأى ناشطون ومحلّلون أن تصريحات الشرع تعبّر عن توجّهٍ سياسي جديد في دمشق يقوم على الانفتاح الكامل على دول الخليج، لا سيما السعودية، في إطار مساعٍ لإعادة ترتيب العلاقات الإقليمية بعد سقوط بشار الأسد، معتبرين أنّ اللهجة التي استخدمها الشرع حملت قدرًا من التملّق السياسي.
واعتبر مراقبون أنّ الشرع أراد من خلال كلمته تأكيد التحوّل في السياسة السورية باتجاه التعاون الخليجي والانخراط في مشاريع التنمية الإقليمية، لكن اختياره لتوصيف بعض الدول العربية الكبرى بلهجةٍ مقارنةٍ قد يُعقّد علاقات دمشق مع القاهرة وبغداد.
وتساءل أحد المراقبين: "هل ما قاله الشرع يعكس لغة دبلوماسية جديدة لدمشق، أم بداية لانحيازاتٍ سياسيةٍ قد تُعيد التوتر مع جيرانها العرب؟".