أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي جابارد أن الاستراتيجية الأميركية السابقة القائمة على تغيير الأنظمة أو بناء الدول قد انتهت في عهد الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أن السياسة الخارجية الجديدة تركّز على الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي بدلاً من التدخلات العسكرية.
وقالت جابارد، خلال لقاءات مع مسؤولين في الشرق الأوسط قبيل مشاركتها في منتدى "حوار المنامة" المنعقد في البحرين، إن تصريحاتها تأتي تأكيداً لنهج ترامب الجديد الذي عبّر عنه خلال جولاته في المنطقة هذا العام.
وأضافت جابارد، وهي عضو سابقة في الكونغرس عن ولاية هاواي ومحاربة قديمة في الحرس الوطني الأميركي: "على مدى عقود، ظلت سياستنا الخارجية محاصَرة في حلقة غير مثمرة من محاولات تغيير الأنظمة أو بناء الدول، حيث كان النهج واحداً يناسب الجميع لإسقاط الأنظمة وفرض نموذج حكمنا على الآخرين، ما أدى إلى اكتساب أعداء أكثر من الحلفاء".
وتابعت: "النتائج كانت كارثية — إنفاق تريليونات من الدولارات، وخسارة عدد لا يُحصى من الأرواح، وفي كثير من الحالات خلق تهديدات أمنية أكبر مما كانت عليه في السابق".
وأشارت جابارد إلى أن سياسة ترامب في ولايته الثانية تركّز على تعزيز الرخاء الاقتصادي وضمان الاستقرار الإقليمي، لافتة إلى أن هذه المقاربة الجديدة ظهرت جليًا في جهود واشنطن لتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، إضافة إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي استمرت 12 يومًا بعد الضربات الأميركية للمواقع النووية الإيرانية.
وتعكس تصريحات جابارد، وفق مراقبين، تحولًا جوهريًا في نهج الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، من سياسة التدخل المباشر إلى التركيز على الشراكات الاقتصادية والوساطة الدبلوماسية، بما يتماشى مع أولويات ترامب التي تضع المصالح الأميركية والأمن القومي فوق الأجندات الأيديولوجية السابقة.