في مهمة علمية جريئة وغير مسبوقة، اخترقت طائرات فريق "صائدو الأعاصير" (Hurricane Hunters) قلب إعصار "ميليسا"، الذي يُعد أقوى إعصار يضرب منطقة الكاريبي في عام 2025، ضمن جهود بحثية تهدف إلى فهم طبيعة العواصف العملاقة وتحسين دقة التنبؤات الجوية.
وتشكّل الإعصار منتصف تشرين الأول فوق المحيط الأطلسي، قبل أن يشتد تدريجياً ليبلغ ذروة الفئة الخامسة، مصحوباً برياح تخطّت سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة.
وأدى الإعصار إلى دمار واسع في البنية التحتية وانقطاع الكهرباء عن آلاف السكان، ما اضطر السلطات في عدة جزر إلى تنفيذ عمليات إجلاء طارئة لمواجهة الكارثة.
وأوضح الفريق، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، أن طواقمه نفذت نحو 100 ساعة طيران داخل الإعصار، وأطلقت خلال مهمتها أكثر من 200 مجسّ إسقاط (dropsonde) لجمع قياسات دقيقة حول سرعة الرياح، والرطوبة، والضغط الجوي، ودرجة الحرارة.
وأشار الفريق إلى أن الهدف من المهمة ليس المغامرة، بل خدمة العلم، إذ تُستخدم البيانات المجمعة لتغذية النماذج الحاسوبية الخاصة بالمركز الوطني للأعاصير (NOAA)، ما يسهم في تحسين دقة التحذيرات المبكرة وإنقاذ الأرواح مستقبلاً.
كما نشر الفريق لقطات مذهلة التُقطت من قمرة القيادة تُظهر قوة الإعصار من الداخل، حيث كانت الطائرات تتنقّل بين جدران السحب الهائلة في واحدة من أكثر المهام الجوية خطورة على الإطلاق.
الـــمــــزيــــــــــد
