اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الثلاثاء 04 تشرين الثاني 2025 - 13:37 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

التجسس مقابل المال: كيف قوضت شركة الاستخبارات الإسرائيلية سوق المقامرة الأوروبية

التجسس مقابل المال: كيف قوضت شركة الاستخبارات الإسرائيلية سوق المقامرة الأوروبية

كشفت وثائق قُدّمت إلى محكمة في ولاية نيوجيرسي الأميركية تفاصيل مثيرة حول عمل شركة الاستخبارات الإسرائيلية الخاصة "بلاك كيوب" (Black Cube) ودورها في أزمة ضربت سوق المراهنات الأوروبية، بعد أن اتُّهمت بتنفيذ عمليات تجسّس مدفوعة الأجر لصالح شركة "بلايتك" (Playtech) ضد منافستها السويدية "إيفولوشن" (Evolution).


ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، استأجرت شركة "بلايتك" عام 2021 "بلاك كيوب" – التي أسسها ضباط سابقون في جهاز "الموساد" – لإجراء تحقيق سري في مدى تورّط "إيفولوشن" بتشغيل ألعاب كازينو إلكترونية في أسواق محظورة أو خاضعة لعقوبات أميركية. وعلى مدى ثلاث سنوات، تنكّر عملاء "بلاك كيوب" في هويات مستثمرين وشركاء أعمال محتملين، وسجّلوا مكالمات سرّية مع مسؤولين في الشركة السويدية.


أظهرت الوثائق أن "بلاك كيوب" تقاضت 525 ألف دولار كدفعة أولى مقابل ثلاثة أشهر من العمل، إضافة إلى مبالغ إضافية تراوحت بين 200 و460 ألف دولار كمكافآت نجاح. وحصلت الشركة على جزء من هذه المكافآت بعد أن نُشرت نتائج التحقيق في تقرير لوكالة "بلومبرغ" عام 2021، ما أدى إلى تراجع أسهم "إيفولوشن" بنسبة 30%. كما دفعت "بلايتك" مكافأة أخرى بعد أن فتحت هيئة تنظيم المقامرات في نيوجيرسي تحقيقاً رسمياً استناداً إلى نتائج "بلاك كيوب".


غير أن التحقيق الأميركي أُغلق عام 2024 دون نتائج تُدين "إيفولوشن"، واعتبر القاضي في نيوجيرسي أن تقرير "بلاك كيوب" "يفتقر إلى الأساس الموضوعي". بدورها، نفت "إيفولوشن" جميع الاتهامات، مؤكدة أن المعلومات التي جمعتها الشركة الإسرائيلية كانت "زائفة ومنتقاة ومضلّلة"، فيما قالت "بلايتك" إنها كلّفت "بلاك كيوب" بالتحقيق وفقاً للقانون، وقد دفعت لها أكثر من 2.4 مليون دولار لقاء الخدمات.


وتحظى "بلاك كيوب"، التي تمتلك مكاتب في تل أبيب ولندن ومدريد وسنغافورة، بتاريخ مثير للجدل مع عملاء بارزين من بينهم منتج الأفلام الأميركي هارفي وينستين ورجل الأعمال الإسرائيلي بيني شتاينمتس. وفي أعقاب الانتقادات التي طالتها، أعلنت الشركة عام 2021 تبنّي مدونة سلوك جديدة تمنعها من العمل في قضايا تتعلق بالتحرش الجنسي أو مع عملاء ذوي سجل إجرامي، وتؤكد أنها لم تعد تستخدم أساليب هجوم إلكتروني في تحقيقاتها.


القضية، التي كشفت عنها الصحافة البريطانية، تسلّط الضوء على تورّط شركات استخبارات خاصة إسرائيلية في صراعات تجارية عالمية حساسة، وتثير أسئلة حول حدود العمل الاستخباري التجاري ومدى مشروعيته في الأسواق الدولية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة