كشف موقع “واللا” العبري في تقرير مطوّل للمراسل القانوني أوري سيلا عن الدور الخفي الذي تلعبه هيلا كانيستر، زوجة رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت) أرنون بار دافيد، واصفًا إياها بأنها “المرأة السرّية التي تدير كل شيء من وراء الكواليس”.
وبحسب التقرير، فإن كانيستر كانت حتى تفجّر قضية الفساد الكبرى “يد تصافح يد” تعمل بعيدًا عن الأضواء رغم توليها مناصب تنفيذية مؤثرة داخل المنظمة. ويقول المطلعون على شؤون الهستدروت إنها ذات تأثير كبير على القرارات، حتى أن بعضهم أطلق عليها لقب “الوزيرة نتنياهو للهستدروت”.
وقد اعتُقلت كانيستر مؤخرًا بشبهة تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة ضمن التحقيق في قضية "يد تصافح يد"، التي وُصفت بأنها إحدى أكبر قضايا الفساد في إسرائيل وتشمل أيضًا رئيس الهستدروت ورجل الأعمال عزرا جاباي. وتشير التحقيقات إلى شبهات بوجود شبكة منظمة لتبادل المنافع المالية مقابل امتيازات غير قانونية داخل مؤسسات الاتحاد.
ووفقًا لتقارير عبرية، فقد مدّدت المحكمة توقيفها أسبوعًا واحدًا بعد أن طلبت الشرطة تمديده عشرة أيام، فيما يجري التحقيق في أكثر من ٤٠ ملفًا مرتبطًا بالقضية.
هيلا كانيستر، البالغة من العمر ٤٦ عامًا، تنحدر من عائلة ارتبطت تاريخيًا بالهستدروت، إذ شغلت والدتها مناصب رفيعة في المنظمة، فيما يشغل شقيقها موقعًا إداريًا في أحد صناديقها. وقد تدرّجت هيلا داخل المؤسسة وصولًا إلى منصب المديرة العامة لمنظمة “شاحار أون” التابعة للهستدروت، قبل أن تستقيل العام الماضي وتتولى أدوارًا استشارية ومناصب قيادية في مجالات رياضية واجتماعية.
ورغم ارتباط اسمها حاليًا بالتحقيقات، فإن المقربين منها يشهدون بأنها “امرأة قوية وفعّالة تعرف كيف تُنجز”، وقد قادت مبادرات لدعم المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف ضد المرأة.
القضية التي تهزّ أركان الهستدروت مرشّحة لأن تكون إحدى أخطر قضايا الفساد السياسي والنقابي في إسرائيل منذ عقود، في ظل تزايد التسريبات عن تورّط شخصيات بارزة ومسؤولين سابقين في عمليات مالية مشبوهة.