اعتراف ترامب يشعل غضب إيران... ورسالة "نارية" تصل مجلس الأمن

بعثت طهران رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أدانت فيها اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور بلاده في الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي أشعلت حرب الـ12 يوماً بين البلدين في حزيران الماضي.

وفي الرسالة التي نشرتها وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية، حمّل سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير إيرواني، الولايات المتحدة وإسرائيل "المسؤولية الكاملة والمشتركة عن العدوان وتداعياته على إيران"، معتبراً أن التصريحات الأخيرة لترامب "إقرار علني لا لبس فيه بقيادة واشنطن للأعمال العدوانية ضد بلادي".

وقال إيرواني في رسالته إن "رئيس الولايات المتحدة اعترف صراحة وعلناً بقيادة بلاده للأعمال العدوانية التي استمرت 12 يوماً، وحرب الكيان الصهيوني الإجرامية ضد إيران في الفترة بين 13 و24 حزيران 2025"، مشيراً إلى تصريح ترامب للصحافيين الخميس، الذي قال فيه إن "الهجوم الأول نفذته إسرائيل، وكان هجوماً قوياً جداً جداً، وتوليت قيادته شخصياً".

وأضاف ترامب وفقاً لما نقلته الرسالة: "عندما شنت إسرائيل الهجوم الأول ضد إيران، كان ذلك يوماً عظيماً للإسرائيليين، لأن الهجوم ألحق خسائر تفوق مجموع كل الهجمات الأخرى".

ورأت طهران أن هذه التصريحات "دليل لا يمكن إنكاره على المشاركة المباشرة والقيادة الأميركية في التخطيط والتوجيه والتسهيل للعدوان العسكري غير القانوني للكيان الصهيوني"، معتبرة أن هذا العدوان "يشكّل انتهاكاً صارخاً للفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، والمبادئ الآمرة التي تحظر استخدام القوة ضد الدول المستقلة".

وأكدت الرسالة أن الهجمات أدت إلى "خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وتدمير واسع للبنى التحتية المدنية، وأضرار جسيمة طالت المنشآت النووية السلمية الخاضعة للرقابة الدولية".

وأشار إيرواني إلى أن اعتراف ترامب "يبطل تماماً تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في 13 حزيران 2025، الذي زعم حينها أن واشنطن لم تشارك في الهجمات على إيران، وأن أولويتها كانت حماية قواتها في المنطقة".

وختم المندوب الإيراني بالتأكيد على أن بلاده "تتمسك بحقها السيادي في ملاحقة جميع المسارات القانونية الدولية لضمان المساءلة الكاملة للولايات المتحدة ومسؤوليها، والمطالبة بتعويض شامل عن الأضرار والخسائر التي لحقت بإيران وشعبها"، في إشارة إلى نيتها التوجه بخطوات قضائية على المستوى الأممي.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية في الأيام الأخيرة من الحرب، في ما اعتُبر حينها ذروة المواجهة العسكرية بين الطرفين.