اقليمي ودولي

روسيا اليوم
السبت 08 تشرين الثاني 2025 - 22:50 روسيا اليوم
روسيا اليوم

شتاء قارس يلوح في الأفق... الإغلاق الحكومي يقطع الطاقة عن ملايين الأميركيين

شتاء قارس يلوح في الأفق... الإغلاق الحكومي يقطع الطاقة عن ملايين الأميركيين

حذّر كونور هاريسون، أستاذ مشارك في الجغرافيا الاقتصادية بجامعة ساوث كارولاينا، من أنّ الإغلاق الحكومي الأميركي فاقم أزمة تمويل برامج دعم الطاقة، ما يهدّد ملايين الأميركيين مع دخول فصل الشتاء وارتفاع تكاليف المعيشة.


وقال هاريسون، في مقالٍ نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، إنّ ملايين الأميركيين يواجهون صعوبات متزايدة في دفع فواتير الطاقة مع انخفاض درجات الحرارة، مشيرًا إلى أنّ عدّة ولايات أجّلت برامج المساعدة الشتوية لعدم وصول التمويل الفيدرالي المخصص لها.


وأظهرت استطلاعات حديثة أنّ ثلاثة من كل أربعة أميركيين قلقون من ارتفاع تكاليف الطاقة، وأنّ ربع السكان تقريبًا لم يتمكنوا من تسديد فواتير الكهرباء بالكامل خلال الأشهر الماضية، ما دفعهم إلى العيش في ظروف حرارية غير آمنة. وتُقدّر تقارير أن شركات المرافق الأميركية تقطع الكهرباء سنويًا عن أكثر من 3 ملايين أسرة بسبب العجز عن الدفع.


وأوضح هاريسون أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في اليوم الأول من ولايته الثانية عام 2025 حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، قائلًا إنّ الأسعار المرتفعة "تدمّر الأميركيين، خصوصًا ذوي الدخل المنخفض"، فيما تعهد وزير الطاقة كريستوفر رايت بالوصول إلى "صفر حالات قطع كهرباء".


لكنّ ترامب، في المقابل، اقترح في موازنة 2026 إلغاء التمويل بالكامل لبرنامج LIHEAP، وهو البرنامج الفيدرالي الوحيد المخصص لمساعدة الأسر ذات الدخل المحدود على دفع فواتير التدفئة والتبريد.


وأضاف هاريسون أنّ الإدارة الأميركية سرّحت في 1 نيسان 2025 كامل موظفي مكتب LIHEAP، ما أضعف قدرة الحكومة على توزيع الأموال حتى بعد انتهاء الإغلاق الحكومي، رغم وجود دعم من الحزبين في الكونغرس لاستمرار البرنامج.


وبيّن أن برنامج LIHEAP، الذي تأسس عام 1981، دعم نحو 5.9 مليون أسرة في السنة المالية 2023، بميزانية بلغت 6.1 مليار دولار. ومع ذلك، فإنّ البرنامج لم يكن كافيًا لتغطية جميع المستحقين، إذ ساعد في عام 2020 فقط 16% من الأسر المؤهّلة، فيما جعل إلغاء هيكله الإداري توزيع أي تمويل مستقبلي أكثر تعقيدًا.


وأشار إلى أنّ الأسر المتعثّرة باتت تعتمد على الجمعيات الخيرية والكنائس وأفراد العائلة، لكنّ هذه المصادر لا تملك القدرة على تغطية الفجوة، خصوصًا مع تراجع التمويل الخيري وتضرّر بنوك الطعام والخدمات الاجتماعية بسبب الإغلاق.


وأضاف أنّ "إحدى المشاركات في الدراسة، وتُدعى ديبرا، قالت إنها ذهبت من كنيسة إلى أخرى بحثًا عن مساعدة لتجنب قطع الكهرباء"، موضحًا أنّ منظمة "يونايتد واي" في ساوث كارولاينا تلقت أكثر من 16 ألف طلب مساعدة في عام 2023.


وحذّر هاريسون من أنّ هذه التخفيضات تأتي في وقتٍ حرج، إذ شهدت موجات البرد في مطلع عامي 2024 و2025 حالات وفاة بسبب انخفاض حرارة الجسم، كان يمكن تفاديها لو توفّرت المساعدات في الوقت المناسب.


وختم بالقول إنّ توسيع برامج الدعم الفيدرالية لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة، داعيًا إلى زيادة تمويل LIHEAP، وتحسين برامج عزل المنازل، وفرض قيود على شركات المرافق لمنع قطع الخدمة، وتبنّي أنظمة دفع مرنة تعتمد على نسبة الدخل، محذرًا من أنّ استمرار الأزمة يهدد بفصل شتاء قارس يحمل مخاطر صحية وحياتية متصاعدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة