في مشهد غير مألوف في العلاقات السورية – الأميركية، نشر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مقطع فيديو يجمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع وهما يلعبان كرة السلة مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال براد كوبر والعميد كيفن لامبرت، قائد قوة المهام المشتركة، وذلك بالتزامن مع وصول الشرع والشيباني إلى العاصمة الأميركية واشنطن اليوم الأحد.
ويُعدّ هذا اللقاء الرياضي الأول من نوعه بين رئيس سوري وقادة عسكريين أميركيين، حيث يأتي قبل أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى البيت الأبيض ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وسرعان ما أثار الفيديو الذي نشره الشيباني موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، وحصد أكثر من 1.5 مليون مشاهدة خلال ساعات، بين من رأى فيه رسالة سياسية مقصودة ومن اعتبره مشهدًا عفويًا يعكس أجواء انفتاح جديدة بين دمشق وواشنطن.
ورغم أن تاريخ تصوير الفيديو لم يُعرف بدقة، إلا أن محللين أكدوا أنه التُقط في العاصمة السورية دمشق، معتبرين أن نشره الآن بالتزامن مع الزيارة إلى واشنطن لا يمكن أن يكون صدفة.
وقال مراقبون إنّ "العبرة ليست في دقة التصويبات الرياضية بل في دقة التصويبات السياسية"، مشيرين إلى أن اللقطة ترمز إلى مرحلة انتقالية في صورة سوريا أمام الغرب، خصوصاً مع قرب الذكرى الأولى لانتصار الثورة.
ويرى محللون أن المشهد يحمل رمزية "بناء الجسور" بين القيادة السورية الجديدة وقيادة القيادة المركزية الأميركية، إذ يظهر الأربعة في نشاط رياضي مشترك يُبرز الودّ والحوار غير الرسمي، في إشارة إلى تحوّل العلاقات من التوتر والمقاطعة إلى الانفتاح والحوار.
وقال مغرّدون إنّ الفيديو موجّه أساسًا إلى الجمهور الأميركي، وخصوصًا أعضاء الكونغرس والإعلام، لعرض صورة إيجابية عن الحكومة السورية الجديدة، مع مشاركة قادة عسكريين أميركيين بارزين في المشهد، ما يجعل منه رسالة سياسية ناعمة تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي.
وأشار بعض الناشطين إلى أن المشهد يوحي بانفتاحٍ على تعاون أمني أو إقليمي محتمل، خصوصًا في ملفات مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم الدولة واستقرار سوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة، وهو ما يبتعد عن النهج السابق القائم على العزلة والمواجهة.
وأعرب متابعون عن دهشتهم من التحوّل الكبير في المشهد السوري – الأميركي، قائلين: "كيف تغيّرت الأوضاع من تصنيف أحمد الشرع ضمن قوائم الإرهاب، إلى أن يصبح رئيسًا لسوريا ويُستقبل في البيت الأبيض؟".
في المقابل، تساءل آخرون عن الثمن السياسي لهذا التقارب، معتبرين أن واشنطن لا تقدم على خطوة كهذه دون مقابل، وأنّ التطبيع السريع قد ينطوي على تفاهمات سياسية وأمنية عميقة لم تُكشف بعد.
الـــمــــزيــــــــــد
