لا يزال الكتاب المفتوح الذي حزب الله إلى الرؤساء الثلاثة يتفاعل في الأوساط السياسية، لا سيما لدى الثنائي الشيعي.. فقد شكّل هذا الكتاب مفاجأة ليس فقط بالنسبة الى رئيسي الجمهورية والحكومة إنما أيضا لرئيس مجلس النواب ما أثار استغراب البيئة الشيعية لغياب التنسيق المسبق مع حركة أمل.
في السياق، كشف مصدر سياسي أنّ الرئيس بري أعرب عن عتبه الشديد في جلسة مغلقة لعدم التنسيق معه، فيما ناقش المعاونان السياسيان لحزب الله وللرئيس بري خلفيات الخطوة لتفادي انعكاساتها السلبية.
واعتبرت أوساط الثنائي أنّ الأسلوب الذي اعتمده الشيخ نعيم قاسم لم يكن في محلّه وكان يمكن استبدالُه ببيان سياسي، وفسّر حزب الله الرسالة بأنها تأكيد على رفض أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وتمسك بخيار المقاومة، لكن التوقيت اعتُبر غير محسوب، خاصة أن الرؤساء الثلاثة متوافقون مسبقاً على هذا الموقف.
وتبعا لمصدر رسمي وصف الخطوة بأنها «دعسة ناقصة» قد تُضعف الموقف اللبناني في المفاوضات الخاصة بتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية، يتمسك الرؤساء بالوسائل الدبلوماسية عبر اللجنة الدولية، وهم يضغطون على واشنطن وباريس لضمان تنفيذ إسرائيل التزاماتها.
وإذ تساءل المصدر عن سبب تفرّد الشيخ قاسم رغم أن الرئيس بري مفوَّض بإدارة ملف التفاوض، ألمح إلى احتمال ارتباط توقيت الرسالة بالضغوط الأميركية بعد زيارة وفد من وزارة الخزانة إلى بيروت.
كما رأى أن الرسالة تحمل بصمة إيرانية غير مباشرة، في محاولة لإعادة طهران إلى مسار المفاوضات حول الجنوب، خصوصاً مع تزامنها مع تحركات الوساطة المصرية التي رفض الحزب مقترحاتها بشأن حصرية السلاح بيد الدولة.
Transcript
الـــمــــزيــــــــــد
