هزّت أزمة جديدة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعدما قدّمت المديرة التنفيذية ديبورا تيرنِس استقالتها إثر فضيحة تتعلق بمقطع فيديو مُعدَّل بشكل مضلِّل، أظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه حرّض أنصاره على العنف خلال خطابه في السادس من كانون الثاني.
وقالت تيرنِس في تصريحاتها للصحافيين إنها "تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا حدث"، مؤكدة في الوقت نفسه أن "بي بي سي نيوز" ليست مؤسسة منحازة.
واعترفت الشبكة بوقوع "خطأ في التقدير"، فيما قدّم رئيس مجلس إدارتها سامير شاه اعتذاراً رسمياً بعد أن أظهر تقرير داخلي أنّ البرنامج الوثائقي "بانوراما" دمج ثلاث فقرات من خطاب ترامب، أُلقيت في مناسبات مختلفة، في مقطع واحد بدا كأنه دعوة صريحة للعنف، مع حذف الجزء الذي دعا فيه الرئيس الأميركي أنصاره إلى التظاهر "بسلمية".
وأدت هذه التطورات إلى استقالة المدير العام تيم ديفي ومديرة الأخبار ديبورا تيرنِس الأحد الماضي، في ما وُصف بأنه "أكبر زلزال إداري داخل بي بي سي منذ سنوات".
من جهته، وجّه محامي الرئيس الأميركي رسالة إلى "بي بي سي" هدّد فيها باتخاذ إجراءات قانونية، مطالباً بسحب ما وصفه بـ"الادعاءات الكاذبة والمحرّضة" وتعويض موكله عن الأضرار التي لحقت بسمعته.
وقال ترامب إن ما جرى يمثل "محاولة للتأثير على انتخابات 2024" من خلال تشويه صورته، متهماً صحافيي الهيئة البريطانية بأنهم "فاسدون وغير نزيهين".
تُعد "بي بي سي"، التي تأسست في عشرينيات القرن الماضي، من أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم، وقد لعبت دوراً محورياً في تطوير الإعلام المرئي ببثّها مراسم تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953.
واليوم، تبث خدماتها الإخبارية والثقافية بأكثر من 40 لغة عبر "بي بي سي وورلد سيرفيس"، وتحافظ على جمهور واسع بفضل برامجها الشهيرة مثل Doctor Who وStrictly Come Dancing.
ويرى محلّلون أن الأزمة الحالية تُعتبر من أصعب التحديات التي تواجه المؤسسة في تاريخها الحديث، إذ تجد نفسها بين ضرورة الحفاظ على حيادها المهني واستعادة ثقة جمهورها المحلي والعالمي.