تتسارع التحولات الإقليمية في الشرق الأوسط، ومعها يبرز لبنان كلاعب محتمل في مشهد سلام جديد يعيد رسم خرائط التحالفات.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن لبنان قد يكون الجهة غير المتوقعة التي تشهد اتفاق سلام عربي–إسرائيلي جديد، مشيرةً إلى أن الحديث عن السلام في بيروت لم يعد من المحظورات كما كان خلال العقود الماضية.
الصحيفة أوضحت أن البلاد تشهد حواراً وطنياً جاداً حول هذا الملف، وأن الضغط الأميركي قد يساهم في تحويل النقاش إلى خطوات ملموسة إذا توفرت الإرادة السياسية.
وبحسب التقرير، فإن هذا التوجه اللبناني الجديد يعود إلى عاملين رئيسيين:
أولاً، الهزيمة التي مني بها حزب الله في العام الماضي، والتي دفعت شريحة من اللبنانيين إلى الاعتقاد بأن المصالحة مع إسرائيل قد تكون السبيل لإنهاء عقود من الصراع والعنف.
وثانياً، تركيز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توسيع اتفاقيات إبراهيم، ما جعل فكرة السلام مع إسرائيل أكثر واقعية من ذي قبل.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى مواقف بارزة لقيادات لبنانية، منها خطاب الرئيس جوزف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي دعا فيه إلى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، مؤكداً أن لبنان لا يمكن أن يبقى خارج المسار الإقليمي لحل أزمات المنطقة. كما نقلت عن رئيس الحكومة نواف سلام دعمه لمبدأ السلام، شرط استمرار الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وحذّرت الصحيفة من أن استمرار الجمود قد يدفع إسرائيل إلى عمل عسكري داخل لبنان، استناداً إلى تحذيرات المبعوث الأميركي توم براك، ورأت أن لبنان يواجه مخاطر كبيرة في حال فشل في المضي نحو السلام أو نزع سلاح حزب الله، قد تشمل فقدان المساعدات الأميركية والدعم الاقتصادي، وربما تراجع الالتزام الأميركي بكبح التحركات الإسرائيلية في الساحة اللبنانية.
الـــمــــزيــــــــــد
