"مشروع الطرقات والعمالة"... سلام: نموذج للنجاح المستقبلي والتعافي

اختتم مجلس الإنماء والإعمار والبنك الدولي، برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، "مشروع الطرقات والعمالة" المموّل من قرض ميسّر من البنك الدولي ومن البرنامج العالمي للتمويل الميسّر (GCFF)، خلال احتفال أقيم في مقر المجلس في بيروت، بحضور رسمي وديبلوماسي واسع.

شارك في الحفل وزيرا المال ياسين جابر والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، وسفير الصين تشين تشواندونغ، ومدير البنك الدولي في لبنان إنريكي بلانكو أرماس، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، ورئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد علي قباني، والرئيس السابق للمجلس نبيل الجسر، إلى جانب شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية.

بعد النشيد الوطني، قدّم مدير المشروع المهندس إيلي الحلو عرضًا تقنيًا، أشار خلاله إلى أنّ المشروع الذي بلغت قيمته 200 مليون دولار، "يهدف إلى خلق فرص عمل وتحسين الطرقات ودعم القطاع الزراعي"، موضحًا أنه "حظي بموافقة البنك الدولي عام 2017، وشمل العمل مع 19 اتحاد بلديات، رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها لبنان".

وكشف الحلو عن "تأهيل نحو 555 كيلومتراً من الطرقات وإنجاز 1000 كيلومتر إضافي من الصيانة، استفاد منها أكثر من مليون شخص في مختلف المناطق اللبنانية"، مؤكداً أنّ المشروع "ساهم في تحسين السلامة المرورية وتخفيف الفقر وتعزيز التنمية المحلية".

من جهته، أشاد مدير البنك الدولي في لبنان إنريكي بلانكو أرماس بالتعاون المثمر مع الحكومة اللبنانية والشركاء المحليين، واصفًا المشروع بأنه "مدعاة فخر" للبنك والدول المانحة.

وقال: "ساهم هذا المشروع في تحسين النقل البري وخلق فرص العمل للبنانيين والسوريين، كما أُضيف إليه في عام 2021 مكوّن دعم المزارعين لضمان الأمن الغذائي"، مشيراً إلى أنّه نُفّذ في 25 قضاء وساهم في تسهيل التنقل وتعزيز الإنتاج الزراعي في 52 منطقة محمية بإشراف وزارة الزراعة واليونيسكو.

وأضاف أرماس، "رغم التحديات والأزمات، بقي المشروع رمزاً للشفافية والالتزام والعمل الناجح"، مؤكداً استمرار البنك الدولي في دعم قطاع النقل والعمل لتحقيق التعافي والتنمية المستدامة في لبنان.

أما رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد علي قباني، فقال: "نحتفل اليوم بإنجاز أحد أهم المشاريع التي نفّذها المجلس في السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى "دور البنك الدولي والبرنامج العالمي للتمويل الميسّر في تحسين شروط التمويل، ووزارة الأشغال العامة التي كانت الشريك الرئيسي، ووزارة المالية التي وفّرت دعماً مؤسسياً لتأمين القرض الميسّر عبر الوزير ياسين جابر".

وأكد قباني أنّ المشروع "أسهم في الحفاظ على أجزاء رئيسية من شبكة الطرق اللبنانية وتعزيز السلامة العامة"، معتبراً أنه "يشكّل نموذجاً يمكن تكراره في المبادرات المستقبلية لتطوير البنية التحتية الوطنية".

وختم بتوجيه الشكر إلى فريق البنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار وموظفي وحدة إدارة المشروع، مثنياً على رعاية الرئيس سلام التي "تعزز التزام الدولة بخطط الإنقاذ والإصلاح".

وفي كلمته، قال رئيس الحكومة نواف سلام: "يشرفني أن أخاطبكم من قلب محرك التنمية في لبنان مجلس الإنماء والإعمار، ونحن نحتفل بأحد أبرز إنجازاته، مشروع الطرقات والعمالة".

وأضاف، "لم تكن هذه المبادرة مجرد تحديث للبنية التحتية، بل التزامًا باستعادة ثقة الناس وتحقيق أثر ملموس في حياة المواطنين. عززنا السلامة على الطرق، خفّضنا الوفيات، وخلقنا فرص عمل للبنانيين والنازحين على حد سواء، كما شكّل دعم المزارعين محورًا استراتيجيًا لتحقيق الأمن الغذائي والنمو الشامل".

وأشار سلام إلى أن المشروع "يجسّد قدرة مجلس الإنماء والإعمار على العمل تحت الضغط والتنسيق بين الوزارات، مع الحفاظ على معايير الشفافية والمساءلة"، مؤكداً أن المجلس "لا يدير المشاريع فحسب، بل يبني الثقة في الخدمة العامة".

وختم رئيس الحكومة قائلاً: "تعافي لبنان يعتمد على مؤسساتٍ مثل مجلس الإنماء والإعمار. ليكن هذا المشروع نموذجاً للنجاح المستقبلي".