وزير الخارجية المصري يسلّم أردوغان رسالة من السيسي تتعلق بتعزيز التعاون الثنائي والتحضير لاجتماع القمة الاستراتيجية في القاهرة عام 2026
التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، حيث سلّمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى برئاسة رئيسي البلدين والمقرر عقده في القاهرة عام 2026.
ووفق بيان وزارة الخارجية المصرية، عبّر الرئيس السيسي في رسالته عن حرص مصر على تطوير العلاقات مع تركيا والبناء على الزخم الإيجابي الذي شهدته خلال العامين الماضيين، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الخارجية، السفير تميم خلاف، أن الوزير عبد العاطي نقل تعازي السيسي إلى أردوغان في ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكداً تضامن مصر الكامل مع تركيا في هذا الظرف الأليم.
وأشار عبد العاطي إلى أهمية البناء على نتائج اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة الذي انعقد في أنقرة، والذي تناول مختلف جوانب التعاون الثنائي والتحضير لاجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي عام 2026، إلى جانب التحضير لمنتدى لرجال الأعمال المصريين والأتراك لتعزيز الشراكات الاستثمارية والتجارية بين البلدين.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تطرّق إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث ثمّن عبد العاطي التعاون الوثيق بين مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ للسلام، مشدداً على ضرورة تثبيت الاتفاق بما يضمن إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار.
كما أطلع الوزير المصري الرئيس أردوغان على التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، معرباً عن تطلع مصر إلى مشاركة تركية فاعلة دعماً للجهود الدولية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وشمل النقاش أيضاً المشاورات حول مشروع قرار مجلس الأمن بشأن غزة وقوة الاستقرار الدولية، حيث تم التأكيد على ضرورة الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية.
وأكد عبد العاطي أن تهيئة الأفق السياسي وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يمثلان الضمانة الحقيقية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تناول اللقاء تطورات الأزمة في السودان، حيث شدّد عبد العاطي على ضرورة التحرك الفعّال للتوصل إلى تسوية سياسية، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية، مؤكداً أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب السوداني.
وفي ما يتعلق بالملف الليبي، أكّد الوزير المصري على ثوابت الموقف الداعم لوحدة ليبيا وسيادتها، مشدداً على أن الحوار الليبي–الليبي هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم.
كما تطرّق اللقاء إلى الأوضاع في شرق المتوسط، حيث شدّد عبد العاطي على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، معبّراً عن تقديره للعلاقات المتنامية بين القاهرة وأنقرة، ومؤكداً تطلعه إلى زيارة القاهرة قريباً لترؤس الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.
كما شدّد أردوغان على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين في الملفات الإقليمية والدولية، معرباً عن رغبته في رفع حجم التبادل التجاري بين مصر وتركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.