وللتحركات الدبلوماسية الأميركية والعربية على الساحة اللبنانية أبعادٌ لا تخرج عن إطار مواكبة المشهد الميداني، والحرص على تطويق أي انزلاقٍ نحو مواجهةٍ أوسع من الضربات الإسرائيلية المتواصلة.
فالحديث عن عودة الحرب ما زال الهاجس الرئيسي داخلياً وخارجياً، من دون أن تتوافر أي مؤشرات أو معلومات دقيقة حول ما ينتظر الساحة المحلية مع نهاية المهل والإنذارات، في ظل تجميد حركة الموفدين وانقطاع الرسائل وغياب النصائح الدولية. وتكشف مصادر متابعة لـ"ليبانون ديبايت"، أنّه بات معروفاً أنّ زيارة البابا لاوون الرابع عشر تشكّل بمثابة "مظلّة أمان" تحمي لبنان من شبح عدوان إسرائيلي جديد، رغم أنّ إسرائيل لا تحترم أيّ ضوابط أو خطوط حمر، حتى تلك التي يرسمها الكرسي الرسولي الذي عبّر بوضوح عن رفضه الشديد للعدوان على غزة.
وبحسب المعطيات، فإنّ لجنة "الميكانيزم" التي تتابع تطبيق اتفاق 27 تشرين الثاني، تبقى المرجع الوحيد حالياً في مراقبة التطورات الميدانية الإسرائيلية، وكذلك مراحل تنفيذ خطة حصر السلاح من قبل الجيش اللبناني.
وتؤكد المصادر أنّ الاستراتيجية الأميركية تركّز في المرحلة الراهنة على حصر اهتمامها بأعمال هذه اللجنة، على الأقل حتى مطلع العام المقبل، موعد الانتقال المفترض إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وبمعزل عن كل ما يُتداول، تتوقّع المصادر أن تبقى أيّ تطورات أمنية ضمن إطار غير واضح خلال الأسبوعين المقبلين، وتحديداً حتى زيارة البابا لاوون الرابع عشر، بحيث تبقى ضمن حدود التصعيد القائم أو ربما أقلّ حجماً أو أكثر عنفاً بقليل.
وتكشف المصادر أنّ لجنة "الميكانيزم" وحدها تعلم مسبقاً، ولو بدقائق قليلة، بما ستقوم به إسرائيل من عمليات عسكرية، على أن تتولّى إبلاغ الجيش اللبناني وفرنسا التي تمتلك مقعداً في لجنة المراقبة فور حصول أي تحرّك ميداني.