المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 - 12:26 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

هَجْنَة على شرفات بيروت… حدث طبيعي يثير فرحة اللبنانيين بعد طول انتظار!

هَجْنَة على شرفات بيروت… حدث طبيعي يثير فرحة اللبنانيين بعد طول انتظار!

"ليبانون ديبايت" - حسن عجمي

بعد انتظار طال أكثر مما يجب، عاد المطر أخيرًا إلى لبنان. عاد بصوت الرعد، وبوميض البرق، وبنفَس الرياح التي اشتاق إليها اللبنانيون بعد شتاءٍ مضى كأنّه لم يأتِ… شتاءٌ بارد من دون مطر، وثقيل من دون خير. وما أن هطلت أولى القطرات، حتى تبدّل المشهد في الشوارع وعلى الشرفات، وكأن البلاد كلّها خرجت لتحيي هذه اللحظة.

لبنان… بلد ينتظر المطر كما ينتظر الفرج


ما شهدناه اليوم لم يكن حادثًا طبيعيًا عاديًا، بل كان "هَجْنَة" لبنانية خالصة. ففي اللحظات الأولى، فتحت النوافذ على عجل، واصطفت الهواتف على الزجاج لتوثّق المطر كما لو كان حدثًا تاريخيًا. على مواقع التواصل، تحوّل المطر إلى ترند؛ صور، فيديوهات، وكتابات تعبّر عن شوق شعبٍ يعيش بين الأزمات لكنه لم يفقد دهشته ولا قدرته على الفرح.


وعبر منصات التواصل، عبّر اللبنانيون عن فرحتهم برسائل بسيطة:


"الحمدالله على نعمة الشتاء… اشتقنا"


"أيوا… صوت الشتاء، طرب طرب"


"الله على ريحة الشتاء…"


من عاش سنواتٍ من الانقطاع، ومن رأى بلاده تحترق بالتلوّث والانبعاثات بعد الحرب الأخيرة والاستهدافات المتكرّرة في الجنوب والبقاع، يعرف تمامًا معنى هذه الأمطار.


إنّها ليست فقط مياه… إنها تنفّس. إنها فرصة ليغسل لبنان بعضًا من غبار الحرب والدخان، وليلتقط أنفاسه في لحظة نادرة من السلام المناخي.


الصحافة أيضًا احتفلت


حتى غرف الأخبار تفاعلت مع المشهد:


عاجل: "الأمطار تتساقط في معظم المناطق اللبنانية… المنخفض الجوي وصل".


وكأن الإعلام أيضًا يحتاج هذا الخبر ليؤكد أن شيئًا جميلًا يحدث أخيرًا… شيء خارج دائرة الكوارث والجرائم والانهيارات.


المنخفض… قصير لكنه مؤثر


المنخفض الذي كان اللبنانيون يخشون أن يتبخّر كما سابقاته، وصل فعلاً، وسيستمر حتى السبت، قبل أن يعود المرتفع المداري مجددًا إلى المنطقة.


لكن رغم أن المنخفض لا يدوم سوى ثلاثة أيام فقط، إلا أن وقعه على الناس كان أكبر من مدّته، فقد أعاد ابتسامة المطر إلى وجوه اللبنانيين.


المطر يعطي لبنان ما حرمتْه السياسة: الأمل


وسط بلد يعاني، شعب يرهقه الانتظار، ودولة تغرق في الفوضى… جاءت الأمطار لتذكّر اللبنانيين بأن الحياة لا تزال ممكنة.


أعطت هذه الزخّات روحانية للمدينة وشيئًا من السكينة، وكأنها تقول إن لبنان، رغم كل شيء، ما زال بلدًا قادرًا على الفرح.


وفي تعليق ختامي ملفت، كتب أحد الناشطين:


"ثلاثة أيام مطر تكفينا لنعيش شهرًا من الأمل… يا رب، لا تسرقه منا السياسة أيضًا…"


وبهذه الروح، يبقى أمنية اللبنانيين معلّقة في السماء: أن يكون هذا الشتاء شهر خير لا خوف، وأن تحمل أشهر البرد القادمة المطر والبركة لكل لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة