تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية بثّ تقارير تهدف إلى التشكيك بدور الجيش اللبناني، إذ زعمت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية في تقريرٍ بثّته مساء الخميس، أنّ الجيش اللبناني "تعهد لحزب الله بعدم تنفيذ أي عمليات تفتيش أو مداهمات في الممتلكات الخاصة في الجنوب"، في إشارة إلى المنازل والأراضي التابعة للمواطنين في القرى الجنوبية.
ويأتي هذا التقرير، وفق المراقبين، في إطار حملة التحريض الإسرائيلية المتواصلة ضد الجيش اللبناني، الذي يواصل تنفيذ خطة انتشار ميدانية ضمن اتفاق وقف العمليات العدائية في مناطق جنوب الليطاني.
وزعمت القناة أنّ "القيادة اللبنانية تحاول إظهار تقدّم أمام الأميركيين في تنفيذ خطة تفكيك حزب الله ونزع سلاحه جنوب الليطاني، لكن الواقع الميداني يُظهر وجود تنسيق بين الجانبين يتيح للحزب إخلاء معدّاته قبل تنفيذ أي غارة إسرائيلية".
كما أشارت القناة إلى ما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من حزب الله، والتي قالت إنّ الجيش اللبناني يرفض طلباً إسرائيلياً عبر قنوات الأمم المتحدة لتفتيش منازل المدنيين في الجنوب. واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الخبر لترويج مزاعمها عن "تفاهم ميداني" بين الجيش والحزب.
وادّعت القناة أنّ "هناك تنسيقاً بين الجيش اللبناني وحزب الله يشمل جميع المستويات، بما في ذلك الضباط الكبار"، مضيفة أنّه "عند وجود مواقع يُشتبه بأنها تابعة للحزب، يقوم الطرفان بتنسيق تحرّكاتهما، ما يسمح لعناصر الحزب بنقل المعدات قبل الضربات الجوية الإسرائيلية".
ويرى مراقبون لبنانيون أنّ هذه الحملة تندرج ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى تبرير خروقها المستمرة للسيادة اللبنانية، ومحاولة الضغط على الحكومة والجيش اللبناني عبر إظهار أي خطوة ميدانية على أنّها تواطؤ مع المقاومة.
كما تهدف تل أبيب، بحسب الخبراء، إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي لتوسيع عملياتها العسكرية في الجنوب، من خلال تصوير الجيش اللبناني كـ"شريك سلبي" لحزب الله، رغم أنّ الأخير ملتزم بقرار مجلس الأمن 1701 عبر التنسيق مع قوات اليونيفيل، فيما تواصل إسرائيل اعتداءاتها اليومية واختراقها للأجواء اللبنانية.