حذّرت رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتورة هيلة المكيمي، من خطورة المرحلة التي يمر بها النظام الدولي في ظل الحديث عن احتمال عودة أوكرانيا إلى التفاوض من موقع أضعف، معتبرة أنّ العالم يقف أمام "سباق تسلّح نووي جديد" مع إمكانية استئناف اختبارات الأسلحة النووية.
وفي مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك"، شددت المكيمي على أنّ الأسرة الدولية تناشد بضرورة العودة إلى القنوات الدبلوماسية والبدء الفعلي بمفاوضات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، مؤكدة أنّ موسكو تعتمد استراتيجية تجمع بين القوة والدبلوماسية "وفق أهداف واضحة". وأشارت إلى أن تفعيل قنوات دبلوماسية مباشرة أو غير مباشرة وإظهار الجدية في السعي إلى السلام يتوافق مع الرؤية الروسية لمعالجة الأزمة.
وأضافت المكيمي أنّ روسيا أعلنت في بداية الحرب أنّ عمليتها العسكرية ستكون محدودة، لكن المشهد الأوكراني شهد تغييرات جوهرية منذ عام 2014، مع دخول القوى الكبرى والولايات المتحدة على خط الصراع، موضحة أن الغرب كان يعتقد أن العقوبات كفيلة بإضعاف روسيا، إلا أنّ موسكو "استطاعت التصدي لها".
وأكدت المكيمي على ضرورة إنهاء الأزمة ومنع تفاقمها، لكنها لفتت إلى أنّ المؤشرات الحالية لا توحي بأي تقدم إيجابي. ورأت أن السلام هو المدخل الوحيد لتحقيق الأهداف المستدامة، غير أنّ المجتمع الدولي "لا يبدو أنه يتعامل معه كخيار استراتيجي".
وأضافت: "هناك تنافس وصراع روسي–غربي، ومهاجمة روسيا انتحار لأي سياسي يفكر بذلك"، مشيرة إلى أنّ الصراع موجود ويتصاعد، وأنّ موسكو توجه رسائل لإعادة النظر في أهمية الوصول إلى حل، عبر دعوة السياسيين الأوروبيين واستئناف الحراك الدبلوماسي.
وبشأن تصريح وزير الخارجية الأميركي الأخير حول العقوبات على روسيا، أوضحت المكيمي أنّ التصريح قد يُفهم كنافذة للحوار أو كإشارة إلى تصعيد عسكري، كاشفة أن الكلفة على أوروبا أصبحت عالية جداً مقارنة بما تحملته موسكو خلال الصراع.