كشفت وثائق جديدة نشرها الكونغرس الأميركي عن استمرار علاقة رجل الأعمال المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، برؤساء دول وقادة أعمال وسياسيين بارزين، لسنوات طويلة بعد إدانته عام 2008.
ورغم التركيز الإعلامي على علاقته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي انتهت قبل أكثر من عقد من انتخابه، تُظهر الوثائق اتساع شبكة إبستين المالية لتشمل شخصيات بارزة من الجنسين ومن الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، اليوم السبت، تُبرز السجلات مراسلات منتظمة بين إبستين وستيفن بانون، المستشار الاستراتيجي للبيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، في الأشهر التي سبقت اعتقال إبستين عام 2019. وتكشف الرسائل أنّ إبستين عرض مراراً توفير طائرة خاصة لنقل بانون للقائه في باريس، فيما أقام بانون في منزل إبستين في ربيع 2019.
وبعد إبعاده من البيت الأبيض، قدّم إبستين لبانون نصائح حول التعامل مع القادة الأوروبيين، وكتب في إحدى الرسائل: "أوروبا تحتاج للوقت وجهاً لوجه، لا يمكن إدارتها عن بُعد".
كما ضمّت قائمة المتعاملين مع إبستين لاري سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق ورئيس جامعة هارفارد، حيث استمرت مراسلاتهما لعامين وتناولــت ملفات متنوعة من التصويت المصنّف إلى المشكلات الشخصية. وبرز أيضاً اسم إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، في مراسلات تعود إلى عام 2013.
وكشفت الوثائق مراسلات مع الملياردير توم بريتزكر، الذي ناقش مع إبستين موضوعاً يتعلق بقريبته بيني بريتزكر، المرشحة حينها من الرئيس باراك أوباما لتولي وزارة التجارة.
وتُظهر السجلات كذلك علاقة إبستين بالصحافي مايكل وولف، الذي أقرّ بأن إبستين كان مصدراً لكتابه "Fire and Fury". كما تكشف كيف ناقش الطرفان طريقة الرد على استفسارات صحافية حول ترامب، حيث اقترح وولف: "دعه يشنق نفسه".
وتتضمن الوثائق مراسلات مع كاثرين روملر، المستشارة القانونية للبيت الأبيض في عهد أوباما، تناولت احتمال تولّيها منصب النائب العام، قبل أن تعرب لاحقاً عن ندمها لمعرفتها بإبستين.
وشملت الأسماء أيضاً ديباك شوبرا، كاتب علوم العصر الجديد، الذي تبادل مع إبستين رسائل ذات طابع روحي، إضافة إلى توم باراك، السفير الأميركي السابق لدى تركيا.
وفي تعليق رسمي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إنّ "هذه الرسائل لا تثبت شيئاً"، فيما وصف الصحافي مايكل وولف الوثائق بأنها "محرجة"، لكنه دافع عن أساليبه معتبراً أنها "تمثيل" للحصول على المعلومات.