تشير معطيات جديدة إلى تزايد التداخل بين مصالح الأعمال الخاصة والسياسة الرسمية في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، وذلك مع اقتراب إبرام صفقة عقارية ضخمة مع السعودية، ما يزيد من ضبابية الخط الفاصل بين العالمين.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن منظمة ترامب التي يملكها الرئيس، تخوض مفاوضات متقدمة حول بناء مشروع عقاري في الدرعية، أحد أضخم برامج التطوير العقاري التي تقودها الحكومة السعودية.
وقال الرئيس التنفيذي للمشروع وصديق ترامب، جيري إنزيريلو: "سنعلن قريبًا". وأضاف أنّ إنجاز الصفقة من قِبل منظمة ترامب "مسألة وقت فقط".
وبحسب التقرير، زار مسؤولون سعوديون موقع المشروع مع ترامب خلال زيارته للمملكة في أيار 2025، بهدف إطلاعه على مخططات تطوير الدرعية، حيث نقل إنزيريلو أن الرئيس الأميركي "أُعجب بالخطة".
ومن المقرر أن يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع المقبل، في أول زيارة له منذ سبع سنوات، حيث يُشرف بن سلمان مباشرة على المشاريع العقارية السعودية الكبرى، ومنها مشروع بقيمة 63 مليار دولار لتحويل الدرعية إلى وجهة سياحية فاخرة، وهو توجّه عقاري قد يجذب ترامب الذي بنى ثروته على التطوير العقاري.
وتُعدّ المفاوضات الجارية أحدث مثال على ميل ترامب لخلط مصالحه الخاصة مع أدواره الرسمية.
فالمنظمة التابعة له تخطط لمشاريع كبيرة في جدة ومشروعين في الرياض، إضافة إلى مشروعين في دبي وآخر في قطر. ومنذ توليه منصبه، أعلنت عائلة ترامب عن مشاريع تجارية جديدة، غالبيتها في الخارج، بقيمة مليارات الدولارات.
ومن المتوقع أن يبحث بن سلمان وترامب خلال لقائهما المرتقب اتفاقية أمنية بين السعودية والولايات المتحدة، وملف بيع طائرات F-35 للمملكة، إلى جانب التطبيع مع إسرائيل، وهو هدف يسعى إليه ترامب منذ سنوات.
ولا تمانع إسرائيل بيع هذه الطائرات للسعودية، لكنها تشترط أن تكون الصفقة مرتبطة بالتطبيع الكامل بين الرياض وتل أبيب.
الـــمــــزيــــــــــد
