تُظهر معطيات نقلتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير للكاتب آفي أشكنازي، أنّ الأيام المقبلة قد تشهد ارتفاعًا في مستوى التوتر الأمني في لبنان، بعدما حدّدت إسرائيل "خطًا أحمر" واضحًا وثابتًا تعتبره غير قابل للتجاوز. ووفق التقرير، تؤكد تل أبيب أنها لن تسمح لأي جهة معادية بتعزيز قدراتها بما يشكّل تهديدًا لأمنها أو لمناطقها شمالًا أو جنوبًا أو شرقًا أو على خط التماس وفي الضفة الغربية، مشيرة إلى أنّ العمليات العسكرية التي نفّذتها في لبنان العام الماضي تأتي في إطار ترجمة هذه المقاربة.
وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي التي أوردتها "معاريف"، رُصدت خلال الأيام الأخيرة استعدادات داخل "حماس–لبنان" لتنفيذ عملية ضد الجيش الإسرائيلي على الخط الأزرق، أي الحدود الدولية. وتضيف الصحيفة أنّ شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تابعت عن قرب تحرّكات حماس داخل مخيم عين الحلوة قرب صيدا.
ويذكر التقرير أنّ طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفّذت ليل أول من أمس غارات استخدمت فيها قنابل صغيرة نسبيًا، استهدفت مقرًا للتدريب خلال وجود عشرات من عناصر حماس في داخله. وأسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية التي تنقلها "معاريف"، عن مقتل نحو 20 عنصرًا وإصابة قرابة 100 آخرين، في رسالة مباشرة موجَّهة إلى حماس في لبنان، وحزب الله، وحركة الجهاد الإسلامي، وإلى الحكومتين الإيرانية واللبنانية، مفادها: "نحن نرى كل شيء وسنهاجم كل من يتجاوز الخط الأحمر".
وتتابع الصحيفة أنّ إيران اتخذت في الآونة الأخيرة قرارًا استراتيجيًا بإعادة بناء قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، بعد ما وصفته بـ"الانتكاسة" في عملية "مع كلبيا". ويشمل القرار إنشاء مراكز إطلاق جديدة وتطوير الصناعات الخاصة بالصواريخ ومنصاتها وتعزيز هذا القطاع.
وبحسب "معاريف"، تدرك طهران أن إسرائيل مصمّمة على منعها من إعادة ترميم منظومتها الصاروخية، ولذلك تعمل على إعادة تفعيل ما يُعرف بـ"حزام الخنق" حول إسرائيل. وتذكر الصحيفة أنّ إيران طرحت ما يشبه "مناقصة مفتوحة" أو "منحة دعم" للتنظيمات المسلحة في لبنان واليمن وسوريا والعراق، وتشمل وفق الرواية الإسرائيلية حزب الله، والحوثيين، وحماس، والجهاد الإسلامي، لمن يُبدي استعدادًا لتوجيه السلاح نحو إسرائيل عند صدور الأمر.
ويورد التقرير أنّ قيادة حماس في قطر وتركيا باتت مقتنعة بضرورة نقل العمليات المسلحة خارج غزة إلى الضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا وحتى أوروبا، مستشهدًا بعمليات "إحباط" أعلن عنها الموساد في ألمانيا والنمسا خلال الأشهر الماضية.
أما في لبنان، فتشير "معاريف" إلى أنّ النشاط العسكري الإسرائيلي يوم أمس كان "معتدلًا نسبيًا"، إلا أنّ الجيش الإسرائيلي يحتفظ بخطط جاهزة لعمليات أوسع ضد حزب الله والأهداف المرتبطة بإيران. وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أنّ إسرائيل تعتبر الحكومة اللبنانية "ضعيفة" وأن الجيش اللبناني "مخترق" من حزب الله وإيران، وفق توصيفها.