أدّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، صلاة الجمعة في مقر المجلس، حيث ألقى خطبة ركّز في شقّها السياسي على واقع الاستقلال والعدوان الإسرائيلي والأزمات الداخلية.
وأكد الخطيب أنّ لبنان يعيش في خضمّ أحداث دقيقة وأزمات متراكمة وضغوط خارجية تستدعي «تضامنًا ووحدة بين اللبنانيين لعبور المرحلة بأقل الخسائر»، مشيرًا إلى أنّ الخسائر البشرية التي يخلّفها العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع «هي خسائر لكل اللبنانيين، وليست لفئة أو طائفة بعينها».
وسأل: «كيف يُقال إنّ ما يتعرّض له أهل الجنوب لا يعني إلا الطائفة الشيعية؟»، معتبراً أنّ هذا المنطق يتجاهل حقيقة ما يجري، وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية «تطاول الطرقات والبلدات والبيوت والقرى، وتسبّب القلق والدمار والتهجير».
وانتقد الخطيب الأصوات التي «تبرّر للعدو الإسرائيلي عدوانه، رغم التزام لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701»، مؤكّدًا أنّ البعض «يساهم في الضغط على لبنان لمصلحة العدو»، متسائلاً: «ما هو المبرّر الوطني لهذه الأصوات؟».
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي «لم يلتزم بالقرار 425 منذ 1978 وحتى 2000»، ما اضطرّ أبناء الجنوب إلى حمل السلاح «لتحرير أرضهم ودفع العدوان»، لافتًا إلى أنّ المقاومة وُجّهت نحوها السهام «بدل أن توجَّه إلى الاحتلال، رغم أنها شكّلت درعًا للبنان كلّه».
وأضاف أنّ الاستقلال الحقيقي «يقوم على قرار وطني حرّ، لا على الخضوع لإرادة الخارج والدفاع عن العدو»، مشيرًا إلى أنّ الأمم المتحدة نفسها «أقرت بأن إسرائيل تمنع الجيش اللبناني من الانتشار على كامل الحدود الجنوبية».
وتوقّف الخطيب عند الضغوط الأميركية، معتبرًا أنّ «واشنطن تريد فرض علاقات مباشرة على لبنان مع إسرائيل» وأنّ «الضغط على الجيش والرئاسة يهدف إلى دفع لبنان نحو الاستسلام». وقال: «يريدون من قائد الجيش أن يتراجع لمجرّد أنه سمّى إسرائيل عدوًا، مع أنها تحتل أرضًا لبنانية».
وانتقد قرارات مصرف لبنان الأخيرة، معتبرًا أنّها «لا تخدم الفقراء ولا تعزّز صمود اللبنانيين، بل تنفّذ إرادة خارجية وتعمّق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية».
وتوجّه إلى اللبنانيين قائلاً: «كرامتكم الوطنية واستقلالكم يُصانان بالدفاع عن الجنوب والحدود والسماء والبحر، لا بالاستسلام للعدو. إنّ وحدة اللبنانيين قادرة على تجاوز المرحلة رغم كل الضغوط».
وختم بالدعاء «للتوفيق في الصمود»، مؤكدًا أنّ «النصر مرتبط بالصبر والثبات»، وموجّهًا التحية «للجيش وفخامة رئيس الجمهورية وللشهداء وذويهم الذين يحافظون على الاستقلال الحقيقي للبنان».