تنفّس آلاف السوريين في الولايات المتحدة الصعداء بعد أن أمرت محكمة فدرالية في نيويورك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأجيل إنهاء وضع الحماية المؤقتة الممنوح لـ 6,100 سوري، وذلك عقب دعوى قضائية تقدّم بها عدد منهم لمنع دخول القرار حيّز التنفيذ. ورغم هذا التطوّر، لا يزال كثيرون يعيشون حالة من الترقّب بانتظار الحكم النهائي.
وتناول تقرير أعدّه محمد الأحمد لقناة الجزيرة حالة القلق التي تسود أوساط السوريين، حيث اعتبر الناشط حازم ريحاوي، من المنظمات السورية الأميركية، أنّ قرار التأجيل يمثّل «خطوة مهمة»، لكنّه شدّد على أن التحدّي الحقيقي يكمن في آليات التنفيذ. وأوضح أنّ معظم السوريين «يحلمون بالعودة»، لكنهم يحتاجون إلى وقت لاستكمال معاملاتهم، فيما لا تزال سوريا تمرّ بمرحلة إعادة إعمار صعبة.
ويُعدّ برنامج الحماية المؤقتة (TPS)، الذي أقرّه الكونغرس عام 1990، ملاذًا إنسانيًا للمهاجرين من الدول المتضرّرة بالحروب والكوارث، إذ يمنح المستفيدين حماية من الترحيل ويسمح لهم بالعمل في الولايات المتحدة. وقد مُنح السوريون هذا الوضع للمرة الأولى عام 2012.
ويعيش عبد الرزاق الحلبي، أحد المستفيدين من البرنامج والمقيم في ولاية جورجيا، حالًا من القلق منذ إعلان إدارة ترامب نية إنهاء الحماية المؤقتة للسوريين، وهو ما أثّر في وضعه الصحي نتيجة الخوف على مستقبل عائلته، كما قال للجزيرة.
وفي مواجهة القرار، رفع سبعة سوريين دعوى قضائية بدعم من جهات حقوقية ضد وزيرة الأمن الداخلي كريستين نيوم، بهدف الضغط على الحكومة لتمديد الحماية وتراخيص العمل لأسباب قانونية وإنسانية.
وقالت المحامية ميغان هوبتمان، من «المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين» والممثّلة للمدّعين، إن إنهاء وضع الحماية المؤقتة لسوريا يأتي في إطار «خطة أوسع» تتّبعها إدارة ترامب لإنهاء البرنامج بالكامل، معتبرة أن القرار يحمل بعدًا تمييزيًا ضد المهاجرين غير البيض وغير الأوروبيين.
وأكد التقرير أنّ حاملي هذا الوضع قد يواجهون أضرارًا جسيمة في حال إنهائه، أبرزها فقدان تصاريح العمل وغياب الحماية من الاعتقال أو الترحيل. ولا تزال وزارة الخارجية الأميركية تضع سوريا في المستوى الرابع لتحذيرات السفر بسبب الوضع الأمني المتدهور، ما يثير مخاوف المدافعين عن المهاجرين من احتمال «إجبار السوريين على العودة إلى ظروف غير آمنة».
الـــمــــزيــــــــــد
