واشنطن تصنّف مادورو ضمن "منظمة إرهابية"... وتحذيرات من تصعيد عسكري

صنّفت الولايات المتحدة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وعدداً من حلفائه الحكوميين كأعضاء في منظمة إرهابية أجنبية، بعدما أعلنت وضع جماعة "كارتل دي لوس سوليس" (عصابة الشمس) على قوائم الإرهاب، وفرض عقوبات إضافية مرتبطة بهذا التصنيف، معتبرة أن الجماعة تضم مادورو ومسؤولين آخرين.

وذكرت شبكة "سي أن أن" الأميركية أنّ تصنيف "كارتل دي لوس سوليس" وهو مصطلح يعتبره خبراء أقرب إلى الإشارة لمسؤولين حكوميين فاسدين منه إلى جماعة إجرامية منظمة—كمنظمة إرهابية أجنبية، يمنح الرئيس دونالد ترامب صلاحية فرض عقوبات جديدة تستهدف أصول مادورو، لكنه لا يتيح صراحة استخدام القوة المميتة، وفقاً لخبراء قانونيين.

وبحسب الخبراء، فإن مصطلح "كارتل دي لوس سوليس" يُستخدم لوصف شبكة غير مركزية داخل القوات المسلحة الفنزويلية على صلة بتجارة المخدرات، في حين ينفي مادورو أي تورط، كما ترفض حكومته وجود هذا الكارتل الذي يرى بعض الخبراء أنه غير قائم بمعناه التقليدي.

ويأتي هذا التصنيف، الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي منتصف الشهر الجاري، في وقت يحشد فيه الجيش الأميركي أكثر من 12 سفينة حربية ونحو 15000 جندي في المنطقة، ضمن ما تسميه البنتاغون "عملية الرمح الجنوبي".

كما اطّلع كبار المسؤولين في واشنطن الرئيس ترامب على مجموعة خيارات داخل فنزويلا، تشمل توجيه ضربات لمنشآت عسكرية أو حكومية، أو تنفيذ عمليات خاصة، فيما يبقى خيار عدم التحرك مطروحاً.

من جهتها، رفضت الحكومة الفنزويلية ما وصفته بالخطة الأميركية "السخيفة" لتصنيف جماعة "لا وجود لها". وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل إن بلاده "ترفض بشكل قاطع وحازم ومطلق ما يقوم به وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من تلفيق جديد وسخيف بتصنيف كارتل الشمس غير الموجود تنظيماً إرهابياً"، معتبراً أن الإجراء يعيد إحياء "كذبة دنيئة لتبرير تدخل غير شرعي ضد فنزويلا وفق الصيغة التقليدية لتغيير الأنظمة".

وفي تطور لافت، نفّذت الولايات المتحدة عرضاً عسكرياً ضخماً قرب السواحل الفنزويلية، ظهرت خلاله ست طائرات أميركية على الأقل، بينها مقاتلة أسرع من الصوت من طراز F/A-18E، وقاذفة استراتيجية من طراز B-52، وطائرة استطلاع، وفق مراجعة "سي أن أن" لبيانات الرحلات الجوية المفتوحة المصدر.

وفي الأيام الأخيرة، ألغت ست شركات طيران دولية رحلات مغادرة من فنزويلا، بعد تحذير أصدرته إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية من "موقف خطير محتمل" عند التحليق فوق البلاد، بحسب وكالة "رويترز".