حتى الأمس القريب، لم يكن اسم وزير الجيش الأميركي دان دريسكول معروفًا على نطاق واسع، لا في الولايات المتحدة ولا خارجها. إلا أنّ دوره المفاجئ في التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وضعه في دائرة الضوء، مؤكّدًا ما كان يُتداول همسًا في أروقة وزارة الدفاع: دريسكول لاعب قوي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.
فـ"رجل الطائرات المسيّرة"، كما يُلقّب بسبب دوره في تحديث القدرات العسكرية الأميركية، كان بحسب موقع "أكسيوس" الجهة التي قدّمت رسميًا إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي النسخة الأولى من خطة السلام المؤلفة من 28 نقطة. كما عقد سلسلة اجتماعات في كييف، وشارك في وفد واشنطن في جنيف، وسافر أمس إلى أبوظبي للقاء الجانب الروسي.
ترامب أعلن أمس تكليف ستيف ويتكوف بالتوجّه إلى موسكو، فيما فوّض دريسكول بقيادة المرحلة المقبلة من المفاوضات مع كييف. وقد شكّل ذلك مفاجأة لكثيرين كانوا يتوقعون بقاء هذا الملف تحت إشراف وزير الخارجية ماركو روبيو بالتنسيق مع ويتكوف، ما أثار تساؤلات عن احتمال وجود تباينات خلف الكواليس بين روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس.
يُذكر أنّ متابعة ملف بهذا الحجم ليست من مهام وزير الجيش عادة، وهو أعلى مسؤول مدني داخل المؤسسة العسكرية. إلا أنّ نفوذ دريسكول تعزّز بفضل الثقة التي يضعها فيه البيت الأبيض، إضافة إلى أسلوبه المنفتح في التعامل مع الإعلام مقارنةً بالنهج التقليدي المتحفظ في البنتاغون.
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن فكرة إسناد هذا الدور المتقدم إلى دريسكول تعود إلى نائب الرئيس فانس. فالعلاقة بين الرجلين تعود إلى أيام الدراسة في كلية الحقوق في جامعة ييل، حيث نشأت بينهما صداقة متينة. كما أنّ دريسكول يتمتع بخبرة عسكرية، ما تعوّل عليه واشنطن لإنجاح الجهود الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف.
الـــمــــزيــــــــــد
