أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن موسكو مستعدة لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من دونباس شرقي البلاد. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في العاصمة القرغيزية بشكيك إن "القتال سيتوقف بانسحاب أوكرانيا من الأراضي التي تحتلها في دونباس، وإذا لم تنسحب فسنحقق أهدافنا بالقوة العسكرية".
ولم يحدّد بوتين ما إذا كان المقصود فقط إقليمي دونيتسك ولوغانسك، اللذين يشكّلان أولوية للكرملين، أم أنّ مطلب الانسحاب يشمل أيضًا منطقتي خيرسون وزاباروجيا في الجنوب.
وفي ما يتعلق بمقترح السلام الأميركي، أوضح بوتين أنّه لم يتم التوصل بعد إلى صيغة نهائية لاتفاق بشأن التسوية في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن المقترح الأميركي قد يشكّل أساسًا لاتفاق مستقبلي، لكن لا اتفاق نهائي حتى الآن. وأكد أن واشنطن "تأخذ مواقفنا في الاعتبار"، لافتًا إلى أن وفدًا أميركيًا سيصل إلى موسكو الأسبوع المقبل، وأن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيزور العاصمة خلال الأيام المقبلة لمناقشة المقترح مع المسؤولين الروس.
وفي سياق متصل، قال بوتين إن "كل بند من بنود خطة السلام يحتاج إلى جلسة نقاش جدية"، مضيفًا أنّ مسودة الخطة بحاجة إلى ترجمة إلى لغة دبلوماسية لأن "بعض بنودها تبدو سخيفة". واعتبر أنّه "لا معنى لتوقيع أي وثائق مع القيادة الأوكرانية الحالية التي ارتكبت خطأ إستراتيجياً بخوفها من انتخابات رئاسية".
وكانت النسخة الأولى من مقترح السلام الأميركي قد تضمنت تنازل كييف عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك لروسيا، الأمر الذي اعتبره كثيرون في أوكرانيا بمثابة استسلام. وتم لاحقًا تعديل النص بعد مشاورات مع كييف التي شددت على أن التنازل عن الأراضي خط أحمر.
وردًا على تصريحات أوكرانية سابقة، قال بوتين إن "هناك من يطالب بمواصلة القتال حتى آخر أوكراني، وروسيا مستعدة لذلك"، مضيفًا أن "شبه جزيرة القرم ودونباس يجب أن تكونا محور المحادثات مع الولايات المتحدة".
وفي المقابل، أكد بوتين أنّ روسيا لا تنوي مهاجمة الاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لبحث المخاوف الأمنية معه، لكنه أشار إلى أنّ موسكو أعدّت "إجراءات رد" اقتصادية في حال لجأ التكتل إلى مصادرة الأصول الروسية المجمدة لديه.
الـــمــــزيــــــــــد
