وجّه تجمع علماء جبل عامل رسالة إلى قداسة البابا ليو الرابع عشر، عبّر فيها عن محبة عميقة واحترام كبير لدوره الروحي والإنساني، مشيرًا إلى أن زيارته المرتقبة إلى لبنان تأتي في مرحلة شديدة الحساسية، في ظل ما يواجهه البلد من تهديدات وجودية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تطال المدنيين وتهدد الأمن والاستقرار، ضمن سياق المعاناة الإنسانية نفسها في فلسطين وسوريا.
ودعا التجمع قداسته إلى توجيه كلمة واضحة لرؤساء الكنائس اللبنانية ورعيتها، وكذلك للسلطة التنفيذية، للتنبيه إلى حجم الخطر الإسرائيلي الداهم وإلى التضحيات الكبيرة التي يقدمها اللبنانيون دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم.
وطالب التجمع بأن يحثّ البابا السلطة التنفيذية على الإسراع في إعادة إعمار القرى والبلدات التي دمّرتها الاعتداءات الإسرائيلية، وتأمين سكن لائق للمهجّرين داخليًا، بما يعيد إليهم شعور الأمان والاستقرار. كما شدّد على أهمية دعم الجيش اللبناني ماديًا ومعنويًا لضمان حماية المواطنين، خصوصًا في الجنوب والمناطق الحدودية.
وأعرب التجمع عن أسفه لعدم شمول زيارة البابا منطقة جبل عامل، معتبرًا أن المرور على المسار التاريخي لسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، من فلسطين إلى قانا ثم صيدا، كان سيحمل دلالات روحية ووطنية قوية، ويعزز صمود المسيحيين في الجنوب ويؤكد قرب الكنيسة منهم في ظل الاعتداءات الإسرائيلية.
كما أعرب عن أمله بأن يخاطب قداسته المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لحثّهم على حماية المدنيين في لبنان وفلسطين وسوريا، وتأمين الدعم الإنساني العاجل للمتضررين، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويعزز صمودهم.
وختم التجمع بالتشديد على أن الكلمة التي يوجّهها البابا خلال زيارته قادرة بما تحمله من قوة روحية على تحريك الضمائر الدولية، ودفع السلطات اللبنانية إلى اتخاذ خطوات عملية تعزز صمود جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
الـــمــــزيــــــــــد
