أفادت مصادر العربية بأن جهات أمنية إسرائيلية أكدت، اليوم الإثنين، بعد إجراء فحوص DNA، أنّ المقاتلين الثلاثة من حركة حماس الذين قُتلوا في الهجوم الذي استهدف حي جنينة في رفح هم بالفعل: قائد الكتيبة، ونائب قائد الكتيبة، وقائد السرية في أنفاق رفح.
وأوضحت المصادر أن 4 جثث عُثر عليها في الموقع، أمس الأحد، نُقلت إلى داخل إسرائيل لإجراء الفحوص اللازمة، قبل أن يتم التأكد بشكل قاطع من هوية القياديين الثلاثة. وأضافت أن من بينهم رازي حامد، نجل مسؤول كبير في حركة حماس، وهو أحد عناصر الحركة الذين كانوا محاصرين داخل نفق في حي جنينة شرق رفح.
كما أشارت إلى أنّ كبار المسؤولين الإسرائيليين لم يكونوا على علم بهذه التفاصيل خلال المفاوضات الجارية.
ويأتي هذا التطور فيما لا تزال قضية مقاتلي حماس العالقين في الأنفاق معلّقة. فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، الأسبوع الماضي، عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن النقاشات مستمرة للتوصل إلى حل.
وقال قيادي في حركة حماس للوكالة، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، إن "المباحثات والاتصالات مع الوسطاء (قطر ومصر وتركيا) والأميركيين مستمرة لإنهاء الأزمة".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، ما زال بين 100 و200 عنصر من حماس عالقين داخل شبكة الأنفاق تحت مدينة رفح وفي المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية. فيما رجّح قيادي بارز في الحركة أن العدد الحقيقي يتراوح بين 60 و80 مسلحاً، مؤكداً أنهم "تحت الحصار".
وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول الماضي، من أجزاء ساحلية من قطاع غزة إلى خلف ما يعرف بـ"الخط الأصفر" حيث أقام كتلًا إسمنتية صفراء.
وخلال الأسبوع الماضي، دعت حركة حماس الوسطاء للضغط على إسرائيل للسماح لمقاتليها بالخروج عبر ممر آمن، في المرة الأولى التي تُعلن فيها الحركة ذلك صراحة.
كما نقل مصدر من إحدى الدول الوسيطة لوكالة الأنباء الفرنسية أن الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تعمل على التوصل إلى تسوية تسمح بخروج المسلحين من الأنفاق الواقعة خلف "الخط الأصفر". وقال المصدر إن "المقترح الحالي يمنحهم ممراً آمناً نحو مناطق غير خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بما يمنع تحوّل القضية إلى نقطة تفجير قد تُهدد اتفاق وقف إطلاق النار".
في المقابل، لم تُبدِ إسرائيل علنًا أي موافقة على تسوية من هذا النوع، بل أكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للوكالة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لن يسمح بخروج آمن لنحو مئتي عنصر من حماس"، وهو "متمسك بموقفه القاضي بتفكيك القدرات العسكرية للحركة ونزع سلاح قطاع غزة".
من جهتها، اتهمت حركة حماس إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر "ملاحقة وتصفية واعتقال" المقاتلين المحاصرين في أنفاق رفح، بحسب بيان صادر عنها.