في مشهدية رمزية نادرة تختصر معنى العيش المشترك في لبنان، تردّد صوت الأذان الصادر عن جامع محمّد الأمين في وسط بيروت تمامًا عند اللحظة التي كان فيها قداسة البابا لاوون الرابع عشر يجتمع مع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية داخل الخيمة المخصّصة للقاء المسكوني في ساحة الشهداء.
المشهد الذي وثّقته عدسات الحاضرين تحوّل إلى لحظة جامعة، عكست الوجه الحقيقي للعاصمة التي أرادها البابا “مدينة لقاء لا فاصلاً”.
اللقاء الذي يُعدّ من أبرز محطات الزيارة البابوية إلى لبنان، حمل رسائل واضحة حول دور بيروت التاريخي كجسر بين الجماعات. وقد استُهلّ الحوار بكلمات روحية ركّزت على المصالحة والتلاقي واحترام التنوّع، فيما دوّى أذان المغرب من الجامع القريب ليمنح الجلسة بُعدًا إضافيًا، فامتزج الصوت الإسلامي مع الصلوات المسيحية في الخارج، أمام آلاف المشاركين الذين احتشدوا في الساحة.
هذا المشهد لم يكن مجرّد صدفة تقنية، بل تعبير عفوي عن نبض بيروت فقد اختصر رسالة البابا الذي شدّد منذ وصوله إلى لبنان على ضرورة حماية صيغة العيش المشترك، وتحصين لبنان باعتباره مساحة لقاء وحوار.
ويأتي هذا الحدث ضمن اليوم الثاني من الزيارة، التي شهدت محطات كبرى في جبيل وعنايا وحريصا، حيث أكّد البابا مرارًا على أهمية أن يبقى لبنان بلد الرسالة والشراكة بين مكوّناته.