بدأ المواطنون بالتجمّع منذ ساعات الصباح في جلّ الديب، استعدادًا لمرور موكب قداسة البابا لاوون الرابع عشر ضمن محطات اليوم الثالث من زيارته للبنان. كما شهد الطريق العام في ضبيّة حضورًا شعبيًا لافتًا، حيث احتشد الأهالي لإلقاء التحيّة على الأب الأقدس لدى عبوره المنطقة.
ويأتي هذا المشهد الشعبي في سياق يوم حافل، يفتتحه البابا عند 8:30 بزيارة للطاقم الطبي والمرضى في مستشفى راهبات الصليب – جل الديب، قبل أن يتوجّه عند 9:30 إلى موقع انفجار مرفأ بيروت للصلاة الصامتة على نية ضحايا الانفجار. ويتابع القداس الإلهي عند 10:30 في الواجهة البحرية لبيروت، حيث يلقي عظته أمام آلاف المؤمنين، على أن يختتم اليوم اللبناني بكلمة الوداع الرسمي في مطار رفيق الحريري الدولي عند 12:45، قبل المغادرة إلى روما عند 13:15.
ويأتي هذا اليوم تتويجًا لسلسلة محطات شهدتها زيارة البابا يوم أمس، حيث جمع لقاء مؤثّر في بكركي بينه وبين شبيبة لبنان، افتتحه بتحية سلام، مؤكدًا أن السلام الذي يمنحه الله هو مصدر الرجاء ووحدة القلوب. وقد ازدانت باحة الصرح بالحشود، فيما قدّم الشباب للبابا هدايا رمزية تعبّر عن تنوّع لبنان وغناه الإنساني.
كما اجتمع الأب الأقدس مع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية داخل الخيمة المخصّصة للقاء المسكوني في ساحة الشهداء، في محطة بارزة أعادت التأكيد على الرسالة الروحية للبنان ودوره كجسر للحوار. وذلك بعد زيارات روحية في جبيل وعنايا وحريصا، شدّد خلالها البابا على ضرورة الحفاظ على رسالة لبنان القائمة على الشراكة بين مكوّناته.