"ليبانون ديبايت"
وفي اليوم التالي لزيارة البابا لاوون الرابع عشر التاريخية إلى لبنان، إنقلب المشهد السياسي الداخلي بشكل دراماتيكي، وكأن مفاعيل زيارة الحبر الأعظم تجاوزت كل التوقعات المحلية وحتى الخارجية، لترسم واقعاً جديداً على المستوى الدبلوماسي، كانت أولى دلالاته دخول لبنان جدياً مدار التفاوض "التقني" غير المباشر مع إسرائيل من ضمن لجنة الميكانيزم الخماسية التي تتولى الإشراف على تطبيق وقف الأعمال العدائية.
وتقول مصادر دبلوماسية مواكبة ل"ليبانون ديبايت"، إنه لا يمكن عزل قرار تكليف رئيس الجمهورية جوزف عون للسفير الأسبق في واشنطن المحامي سيمون كرم، برئاسة وفد لبنان إلى لجنة الميكانيزم، عن الأجواء العامة على الصعيد الدبلوماسي بالدرجة الأولى كما على الصعيد السياسي الداخلي بالدرجة الثانية.
وتكشف المصادر الدبلوماسية، عن أن قرار التكليف الذي لم يكن مفاجئاً بشكل كليّ، هو استكمال ونتيجة طرح الرئيس عون لمسألة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وذلك في إطار لجنة الميكانيزم منذ أسابيع، ومناقشة هذه الخطوة، وذلك على الرغم من الموقف الذي أصدره "حزب الله" منها، والذي كان واضحاً في الكتاب المفتوح الذي وجهه إلى الرؤساء الثلاثة، ما أوحى بسقوط الطرح بشكلٍ نهائي.
وعن المواقف من قرار التكليف الرئاسي وما إذا كان حصل من خارج سياق التنسيق بين الرؤساء الثلاثة، توضح المصادر الدبلوماسية، بأن القرار أتى في إطار تحصيل الحقوق الوطنية والحفاظ على السيادة، ولا يخرج أيضاً عن سياق المبادرة التي كان قد تقدم بها رئيس الجمهورية، حيث أن التكليف يندرج في إطار العمل الحكومي بالمعنى العام أي كسلطة تنفيذية مولجة باتخاذ القرارات، وبالتشاور طبعاً مع رئيس الحكومة نواف سلام وأيضاً بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ورداً على سؤال عن موقف "حزب الله"، فإن المصادر تشدد على أن إضفاء الطابع التقني على عملية التفاوض غير المباشر ومن ضمن لجنة الميكانيزم، يؤمن الإستجابة لهواجس أي طرفٍ داخلي من دون استثناء، من أن تكون هذه العملية سياسية، ما قد يثير تفسيرات وتأويلات وحتى مزايدات عليها، من زاوية التصوير بأن لبنان قد انخرط في مفاوضات تطبيع مع إسرائيل.
إلاّ أن المصادر لا تستبعد أن يكون التشاور قد حصل بين الرئيس بري والحزب، الذي لم يعلن موقفه الرسمي من تكليف كرم.
الـــمــــزيــــــــــد
