خلص مكتب المفتش العام في وزارة الحرب الأميركية إلى أنّ الوزير بيت هيغسيث عرّض الجنود الأميركيين ومهمتهم للخطر، بعدما استخدم تطبيق "سيغنال" لتبادل رسائل تضمّنت معلومات حساسة تتعلق بضربة عسكرية ضد مسلحين حوثيين في اليمن، وفق ما أفاد مصدران مطلعان على نتائج التحقيق، أمس الأربعاء.
ورغم امتلاك هيغسيث صلاحية رفع السرية عن المعلومات، إلا أنّ التقرير لم يثبت أنه قام بذلك بطريقة مخالفة، بحسب أحد المصدرين الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته. وأوضح المصدر أن التحقيق أظهر أيضاً أن الوزير خالف سياسة البنتاغون باستخدام جهازه الشخصي لأعمال رسمية، وأن التقرير أوصى بتقديم تدريب أفضل لجميع مسؤولي الوزارة.
وأشار المصدر إلى أن هيغسيث رفض إجراء مقابلة مع مكتب المفتش العام، لكنه قدّم إفادة مكتوبة. وأكد الوزير أنه مخوّل برفع السرية وفق تقديره، وأنه نقل فقط تفاصيل اعتبر أنها لا تُعرّض المهمة للخطر.
هذه النتائج الأولية تزيد الضغوط على هيغسيث، الإعلامي السابق في قناة "فوكس نيوز"، بعدما دعا نواب إلى تحقيق مستقل بشأن استخدامه تطبيقاً تجارياً في مسائل بالغة الحساسية.
وبدأ التحقيق بعد كشف مجلة "أتلانتيك" في آذار الماضي أن رئيس تحريرها جيفري غولدبرغ أُدرج عن طريق الخطأ ضمن محادثة عبر "سيغنال" ناقش فيها مسؤولون أميركيون، بينهم هيغسيث ومستشار الأمن القومي آنذاك مايك والتز، تفاصيل ضربات ضد الحوثيين، بما في ذلك توقيتها ومعلومات عن الطائرات والصواريخ المستخدمة. كما أرسل والتز معلومات استخباراتية فورية عن نتائج الضربات.
إضافةً إلى ذلك، يجري النواب تحقيقات حول تقرير صحافي أفاد بأن ضربة متابعة استهدفت زورقاً يُشتبه باستخدامه في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي في أيلول، أدت إلى مقتل ناجين، بعد أمر شفهي من هيغسيث بـ"قتل الجميع".
ودافع هيغسيث عن تلك الضربة قائلاً إنها حدثت في "ضباب الحرب"، موضحاً أنه لم يرَ ناجين، ولم ينتظر لاستكمال المعطيات، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأدميرال المسؤول "اتخذ القرار الصحيح" بإصدار الأمر بالضربة الثانية.