دعا النائب حسن فضل الله إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية ونبذ الخلافات ووضع تراكمات الماضي جانباً، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة. وأشاد بأي خطوات تقارب بين هذه الدول في مواجهة ما وصفه بـ“الخطر الداهم” الذي يطال الجميع، مستشهداً بسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت دولاً عدة في المنطقة، من إيران وقطر وسوريا واليمن وصولًا إلى العدوان على لبنان والحرب ضد غزة، معتبراً أن المرحلة تتطلب الصمود وعدم تقديم التنازلات، لأن “المستقبل هو للشعوب”.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع اللجنة السياسية لجمعية البرلمانيين الآسيويين في مدينة مشهد الإيرانية، ممثلاً مجلس النواب اللبناني إلى جانب النائب قاسم هاشم، قال فضل الله: “أتينا من لبنان نحمل جراحه وكرامته وتطلعات شعبه، رغم التهديد اليومي الذي يواجهه من آلة العدوان الإسرائيلية، لنؤكد مشاركتنا في هذا الملتقى البرلماني المنعقد في هذه البقعة المقدسة من أرض إيران، والذي كان من المقرر عقده قبل ستة أشهر لبحث القضايا الآسيوية المشتركة، إلا أن الاعتداء على الجمهورية الإسلامية أدى إلى تأجيله”.
وأضاف أن “ما قامت به حكومة الكيان الصهيوني يظهر مدى العدوانية التي بلغتها إسرائيل باستهداف سيادة الدول ومحاولة تقويض الأمن والسلم الدوليين”، مجدداً إدانة لبنان للاعتداء على إيران، ومحيياً صمودها وممارستها “حقها المشروع في الدفاع عن النفس”. كما أدان استمرار الاعتداءات على دول المنطقة ومنها قطر واليمن واستهداف سوريا واحتلال جزء من أراضيها.
وجدّد فضل الله دعوته الدول العربية والإسلامية إلى مواجهة التحديات المصيرية عبر تجميد الخلافات وتعزيز التعاون، مؤكداً أن قوى الهيمنة تسعى لاستغلال الانقسامات لإضعاف الجميع، ومشيداً بكل مبادرة لتعزيز العلاقات بين هذه الدول.
وفي ما يتعلق بلبنان، قال إن حكومة نتنياهو تواصل “اعتداءاتها اليومية ضد المدنيين والمنشآت وأملاك المواطنين” إلى جانب احتجاز أسرى لبنانيين واستمرار احتلال جزء من الأراضي، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية يومياً “بشهادة الأمم المتحدة”، بينما يلتزم لبنان به بالكامل، في وقت لا تقوم الدول الراعية بدورها المطلوب.
وتابع أن إسرائيل تُطلق “حملة تهويل سياسية وإعلامية” للضغط على اللبنانيين عبر التهديد بحرب جديدة أو فرض شروطها، إلا أن “صمود الشعب المتمسك بحقوقه” لن يتأثر، مشدداً على أن اختلال موازين القوى الحالي “لا يمكن أن يدوم”.
وأكد فضل الله أن مطلب لبنان واضح: وقف العدوان، تحرير الأرض، استعادة الأسرى، وإعمار المناطق المتضررة، ليعيش اللبنانيون بحريتهم وكرامتهم، مشيراً إلى أن التنازلات تشجّع الاحتلال على مزيد من الاعتداءات، بينما المطلوب هو الثبات.
كما تطرق إلى الحرب على قطاع غزة، واصفاً ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأنه إبادة مستمرة واعتداءات تهدف إلى طرده من أرضه، في ظل صمت دولي واسع.
وختم بدعوة البرلمانيين المشاركين إلى نقل هذه القضايا إلى برلماناتهم والعمل على سنّ قوانين تجرّم الانتهاكات ضد الشعوب وملاحقة مرتكبي الجرائم الإنسانية.
وعلى هامش الاجتماعات، التقى وفد مجلس النواب اللبناني رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، حيث نقل فضل الله تحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري، وشكره على مواقفه الداعمة للبنان. بدوره أكد قاليباف موقف إيران الثابت في دعم لبنان، موجهاً تحية لرئيس المجلس.
الـــمــــزيــــــــــد
