قُتل ياسر أبو شباب، أحد أبرز المتعاونين مع الجيش الإسرائيلي وزعيم الميليشيات التابعة له في جنوب قطاع غزة، بعد وقوعه في كمين مُحكم نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية بعد ظهر اليوم. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن حماس نجحت في "قتل العميل ياسر أبو شباب"، الذي كانت تعتمد عليه إسرائيل في إدارة مجموعات مسلّحة تعمل لصالحها داخل القطاع.
وبحسب منصّات إعلامية إسرائيلية، فإن أبو شباب ومعه غسان الدهيني قد وقعا في كمين محكم نُصب لهما جنوب القطاع، من دون الكشف عن تفاصيل العملية أو كيفية استدراج المجموعة إلى موقع الهجوم. وأوضحت مصادر إسرائيلية أخرى أن أبو شباب قُتل غرب مدينة رفح بعد تعرضه لإطلاق نار كثيف من قِبل مسلحين، وأن قوات إسرائيلية حاولت نقله إلى المستشفيات داخل إسرائيل لتلقي العلاج، غير أن المحاولات باءت بالفشل وأُعلن عن مقتله لاحقاً. كما أفادت قناة "كان" العبرية بأن مجموعة من عناصره المسلحة قُتلت أيضاً معه خلال العملية.
ويُعتبر ياسر أبو شباب من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل داخل قطاع غزة، إذ تشير التقديرات الإسرائيلية والفلسطينية إلى أنه لعب دوراً مركزياً في دعم النشاطات الإسرائيلية داخل القطاع خلال الحرب الأخيرة. وقاد أبو شباب ميليشيا مسلحة ترتبط مباشرة بالأجهزة الإسرائيلية، وتولّى مهام أمنية ميدانية شملت تعقّب عناصر من المقاومة، جمع معلومات حساسة، تأمين تحرّكات وحدات خاصة إسرائيلية عند الحاجة، والمشاركة في عمليات أمنية مرتبطة بالغارات والاستهدافات.
وبرز اسمه بشكل لافت خلال الأشهر الماضية بعد مواجهات اندلعت بين مجموعاته المسلحة وبين عناصر من حماس في مناطق متفرقة داخل القطاع، ما جعله هدفاً مباشراً للحركة. وتشير مصادر أمنية فلسطينية إلى أن أبو شباب كان جزءاً من شبكة تجنيد واتصالات تُديرها جهات إسرائيلية داخل قطاع غزة، تعتمد على التمويل والتسليح وتوفير الحماية مقابل تنفيذ المهام.
ويشكّل مقتل أبو شباب ضربة أمنية واستخبارية لإسرائيل، وفق تقديرات محللين عسكريين، لكونه أحد أبرز الأذرع الميدانية التي اعتمدت عليها في إدارة شبكة المتعاونين داخل القطاع. كما يعكس نجاح الكمين قدرة حماس على الوصول إلى أهداف حساسة وتعقّب المتعاونين رغم الظروف الميدانية المعقدة، خصوصاً في جنوب القطاع الذي يشهد عمليات عسكرية متواصلة منذ أشهر.
الـــمــــزيــــــــــد
