شدّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها خلال مهرجان"نَجيع ومِداد" المخصّص لتكريم عدد من العلماء الذين قُتلوا في سياقات مرتبطة بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي، على ما وصفه بمكانة هؤلاء العلماء ودورهم في المسيرة الفكرية والسياسية للحزب.
وقال قاسم إنّ دماء هؤلاء العلماء "نور حياتنا ومداد خطّ مشينا"، معتبراً أنهم "أعلام الهداية في مدى الأجيال"، وأضاف أنّه يقدّم لهم "عهد الاستمرار وبشائر المستقبل".
ووفق ما أعلن قاسم، فقد بلغ عدد الشهداء من العلماء المعمّمين 15 شخصًا، إضافة إلى 41 طالبًا غير معمّم، مشيرًا إلى أنّ من بينهم شخصيات بارزة يصفها الحزب برموز قيادية.
ولفت إلى أنّ دور هؤلاء العلماء، بحسب رؤيته، شمل التعليم والتربية في إطار ما يعدّه الحزب مشروعًا اجتماعيًا وعقائديًا متكاملاً.
وأشار قاسم إلى أنّ حزب الله "استقى من العلماء منهجية إقامة مقاومة وحركة اجتماعية"، وقال إنّ الحزب يحظى "بالتفاف شعبي كبير" يعود، وفق قوله، إلى ما يراه التزامًا بالقيم الإسلامية.
كما ركّز قاسم على أنّ الحزب "عمل على أساس حب الوطن والإيمان بحرية الاختيار وحرية التعبير"، حدّ تعبيره، لافتًا إلى تجربة الحزب في التعاون السياسي مع قوى لبنانية أخرى، خصوصًا التحالف الذي جمعه بتيار سياسي مسيحي بارز عام 2006.
وفي إطار المواقف المتعلّقة بزيارة البابا الأخيرة إلى لبنان، قال قاسم إنّ "بعض الأطراف واجهت بيان الحزب بشأن الزيارة بدل التركيز على الزيارة نفسها"، معتبرًا أنّ استقبال البابا من قبل فرق كشفية تابعة للحزب "يعكس التربية على الانفتاح والتعاون مع الجميع".
كما قال إنّ "بيان الحزب إلى الفاتيكان أبرز صورة إيجابية" له في الداخل اللبناني، بحسب تعبيره، مضيفًا أنّ الحزب "قدّم تجربة يراها نموذجية" وأنّ "محاولات تشويه صورته لن تنجح".
وفي ختام كلمته، اعتبر قاسم أنّ خصوم الحزب يسعون إلى مواجهة ما يصفه بـ"مشروع تغييري" يتبنّاه الحزب، مؤكّدًا أنّ حزب الله "أثبت قدرته على التعاون ضمن إطار المقاومة في لبنان وعلى مستوى القوى السياسية المشاركة فيها".
الـــمــــزيــــــــــد
