حذر تقرير "حراس الأهداف" من أن 4.8 مليون طفل دون سن الخامسة قد يواجهون خطر الوفاة هذا العام نتيجة عدم التمكن من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، وهو أعلى رقم يُسجل منذ سنوات طويلة.
وفي هذا السياق، انتقد الملياردير ومؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، واصفًا الخطوة بأنها "خطأ كارثي" أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في وفيات الأطفال حول العالم خلال العام الجاري.
وبحسب التقرير السنوي الذي تصدره مؤسسة غيتس لرصد التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من المتوقع أن يشهد هذا العام وفاة نحو 200 ألف طفل إضافي تحت سن الخامسة مقارنة بالعام 2024.
وأشار التقرير إلى أنّ ارتفاع وفيات الأطفال مرتبط مباشرة بانخفاض المساعدات الصحية الدولية بنسبة 27% من جانب الدول المانحة والدول ذات الدخل المرتفع، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وكانت إدارة ترامب قد أغلقت خلال العام الجاري مكاتب الـUSAID ضمن خطة لخفض حجم القوى العاملة الحكومية، ما تسبب في تعطيل مئات البرامج الإنسانية والتنموية حول العالم.
وأكد غيتس في تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الآثار السلبية لهذه التخفيضات كانت متوقعة، مضيفًا: "النتائج المدمرة لهذه القرارات كان يمكن تجنبها بالكامل، ولا يزال بالإمكان التراجع عنها." وأوضح أن تعويض نقص التمويل قد يستغرق سنوات، محذّرًا: "نحن مقبلون على خمس سنوات صعبة، وفي أفضل الأحوال سنحافظ على معدلات الوفيات الحالية دون تدهور أكبر."
من جهته، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الإدارة تعمل لضمان توافق البرامج الممولة من أموال دافعي الضرائب مع "المصالح الأميركية"، معتبرًا أن الدول الشريكة يجب أن تتمكن مستقبلًا من الاعتماد على نفسها في تلبية احتياجات شعوبها.
وكان ترامب قد باشر فور توليه مهامه في كانون الثاني الماضي تطبيق أمر تنفيذي بتجميد جميع المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، تبعته إجراءات تدريجية انتهت بدمج الوكالة بالكامل ضمن وزارة الخارجية، شملت تسريح آلاف الموظفين، وإلغاء 80% من برامج الوكالة، وإغلاق موقعها الإلكتروني.
وتعد USAID أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية عالميًا منذ تأسيسها عام 1961، ولعبت دورًا محوريًا في دعم الدول النامية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة على مدى العقود الماضية.