شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنّ المرحلة الأولى من خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة باتت على وشك الانتهاء، لافتًا إلى أنّ التركيز سينتقل الآن إلى نزع سلاح حركة "حماس" وتجريدها من القدرات العسكرية داخل القطاع.
وقال نتنياهو خلال كلمة له مساء اليوم الاثنين في الكنيست الإسرائيلي: "نحن على مقربة من إنهاء المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، وسنوجّه جهودنا في المرحلة المقبلة إلى مهمة نزع سلاح غزة وتجريد حماس من السلاح"، مضيفًا: "حماس تخرق اتفاق وقف إطلاق النار، ولن نسمح لها بإعادة بناء قوتها وتهديدنا مجددًا، سواء بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".
وأشار نتنياهو إلى استمرار الجهود الإسرائيلية لاستعادة رفات آخر أسير من غزة، فيما تضغط واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة. ووفق صحيفة "معاريف"، ترغب الإدارة الأميركية في تحقيق تقدّم ملموس قبل اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب نهاية الشهر الجاري.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان أنّ الاجتماع سيُعقد في 29 كانون الأول، موضحة أنّ النقاش سيركز على الخطوات المقبلة وقوة الاستقرار الدولية المرتبطة بخطة وقف الحرب. وأوضحت: "هذه المرحلة يمكن أن تُنفّذ بسهولة أو بصعوبة، لكن حكم حماس في غزة سينتهي، وسيكون هناك مستقبل جديد للشعب الفلسطيني وأمن أكبر لإسرائيل".
من جانبها، أعلنت حركة "حماس" استعدادها لبحث مسألة "تجميد أو تخزين" الأسلحة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة لتقديم مقاربة لحل إحدى أعقد النقاط التفاوضية. وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، في تصريح من الدوحة لوكالة "أسوشيتد برس": "نحن منفتحون على مقاربة شاملة تمنع التصعيد وتجنب المواجهات"، مؤكّدًا أنّ الحركة تحتفظ بـ"حقها في المقاومة"، لكنها مستعدة لوضع السلاح ضمن مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وتشمل المرحلة الثانية من خطة ترامب ذات البنود الـ20 ترتيبات الحكم المدني في القطاع، وتفكيك البنية العسكرية لـ"حماس"، وتكليف هيئة فلسطينية تكنوقراطية بإدارة الشؤون المحلية، بالتزامن مع انتشار قوة دولية متعددة الجنسيات وانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا. فيما تشدد إسرائيل على أنّ نزع السلاح يشكل شرطًا أساسياً قبل التقدم في تنفيذ الخطة.
وأوضح نعيم أنّ "حماس" ترفض منح القوة الدولية أي تفويض للتدخل داخل غزة أو نزع سلاحها بالقوة، لكنها ترحّب بانتشارها قرب الحدود للإشراف على وقف النار ومنع أي تصعيد. كما كشف عن إحراز تقدم في تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة الحياة المدنية في القطاع، مشيرًا إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية على أن يرأسها وزير في الحكومة الفلسطينية من أصول غزّية يقيم في الضفة الغربية، وقد رجحت مصادر أن يكون وزير الصحة ماجد أبو رمضان من بين الأسماء المطروحة.