قبل يومين من الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، سحبت إيران بعثتها الدبلوماسية وقواتها من سوريا.
فيما كشف محمد الجلالي، آخر رئيس حكومة في عهد الأسد، بعض التفاصيل التي سبقت سقوط النظام، مشيرًا إلى أنّ الجيش السوري لم يكن يريد القتال حين بدأت معركة “ردع العدوان”. ولفت في حديث خاص لـ“العربية.نت/الحدث.نت” إلى أنّ هذه الحقيقة وصلت إلى الأسد نفسه، وإلى الروس والإيرانيين بطبيعة الحال.
وأضاف أنّه خلال المعارك دار حديث عن دخول مجموعة عسكرية إيرانية بين حمص وحماة ثم انسحابها، ما زاد التكهنات. وكشف عن حديث آخر سمعه في حينه، أفاد بوصول طائرة إيرانية محمّلة بالأسلحة والمقاتلين إلى مطار حميميم لكنها مُنعت من الهبوط.
وأمام هذه المعطيات، قال الجلالي إنّ الجيش السوري “لا يقاتل”، وإنّ عدد القوات الروسية والإيرانية لم يكن كافيًا للدفاع، فعمّ الشعور بأنّه “لا أحد يستطيع مساعدة من لا يريد مساعدة نفسه”، في إشارة إلى قوات الأسد.
كما أوضح أنّ القائد الإيراني المسؤول عن المجموعة، والمعروف باسم الحاج أبو إبراهيم، أبلغ فور وصوله ضباطًا وجنودًا سوريين يخدمون تحت إمرة الإيرانيين وعددهم نحو 20 شخصًا، بأنّه “بعد اليوم لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا”. وأضاف أنّ وقع الخبر كان صادمًا عليهم، إذ طلب المسؤول الإيراني منهم “إحراق وثائق حساسة وإتلافها أمامه، وسحب جميع الأقراص الصلبة من الحواسيب”، قائلاً لهم: “كل شيء انتهى، ولن نكون مسؤولين عنكم بعد اليوم، وستصلكم هوياتكم المدنية بعد أيام”.
أمّا الروس، فأوضح الرئيس السوري أحمد الشرع مرارًا أنّه تواصل معهم بعد المعارك في مفاوضات انتهت بوعد روسي بعدم التدخل.
يُذكر أنّ المجموعات الموالية لطهران تمركزت في مواقع حساسة داخل دمشق وريفها، ولا سيّما في المزة ومقام السيدة زينب ومحيط مطار دمشق، إضافة إلى نقاط في المناطق الحدودية مع لبنان ومع العراق. كما أشرفت على عمليات عسكرية وتدريب وتنسيق مباشر مع قوات الحكم السابق طوال سنوات الحرب.
ومع تفاقم النزاع وتراجع قدرات الجيش السوري، توسّع النفوذ الإيراني ليشمل مراكز أمنية ومستودعات أسلحة وقواعد مشتركة مع الجيش. إلى أن سقط نظام الأسد على يد المعارضة في 8 كانون الأول 2024، وحصل على لجوء إنساني في روسيا.