أعاد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إطلاق موقفه حول واقع الانقسام في لبنان بسبب الوجود السوري، موضحًا خلفيات عبارته اللافتة: “شعبين في دولتين”، والتي جاءت تعقيبًا على التطورات الأخيرة.
فإنّ المقصود بالعبارة هو توصيف الازدواجية الديموغرافية والسياسية التي يعيشها لبنان اليوم، حيث يتواجد على أراضيه شعبان فعليًا: الشعب اللبناني في دولته، والشعب السوري المقيم داخل لبنان لأسباب لم تعد موجودة.وهذا الواقع، لا يمكن اعتباره “شعبًا واحدًا في بلد واحد”، بل “شعبين في دولتين” تفرض ظروف التداخل الجغرافي والاقتصادي اجتماعهما على الأرض اللبنانية.
وأوضح باسيل أنّ التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية عرّت حجم الاحتقان، خصوصًا بعد الاحتفالات الشعبية التي نظمها بعض السوريين داخل لبنان تزامنًا مع الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد، والتي خرجت في بعض المناطق بشكل اعتبره كثيرون استفزازيًا، ولا سيما في الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض المناطق ذات الغالبية الشيعية.
وترافقت هذه التحركات مع مواكب دراجات وإطلاق هتافات سياسية وحزبية داخل أحياء لبنانية محكومة بتوازنات حسّاسة، ما أدى إلى توتر في الشارع، وتدخّل للأجهزة الأمنية لاحتواء الاحتكاكات, ومنع الإنزلاق نحو الفتنة الطائفية.
هذه الوقائع، تؤكّد أن لبنان يعيش حالة خلط خطير بين الهويتين السياسية والديموغرافية، وأن عدم تنظيم الوجود السوري قانونيًا وأمنيًا يضع البلاد أمام تحديات كبيرة، تبدأ من الأمن الاجتماعي ولا تنتهي عند السيادة.
كما أن تفسير الحالة ليس دعوة إلى الخصومة أو العداء، بل محاولة لوضع الأمور في إطارها السيادي الصحيح: لبنان دولة قائمة بذاتها، والشعب السوري شعب له دولته وحدوده ونظامه، وأي اختلاط بين الدولتين والهويتين يهدد الاستقرار الداخلي، خصوصًا في لحظة سياسية لبنانية هشّة.
وبالتأكيد أنّ تنظيم الوجود السوري، وإطلاق خطة جدّية للعودة، وتوحيد الموقف اللبناني عبر الحوار، هي شروط أساسية لإعادة الاستقرار الداخلي وترسيخ دور الدولة ومرجعيتها الواحدة.