ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، موجّهًا في قسمها السياسي رسالة مباشرة إلى الطائفة الشيعية وإلى من يعنيهم الأمر، داعيًا إلى الحذر ممّا وصفه بمحاولات الاختراق وإثارة الانقسامات، ومشدّدًا على وحدة الموقف الداخلي.
وقال المفتي قبلان: "انتبهوا واحذروا جيّدًا من لعبة السواتر والمشاريع التي تستهدف وحدتنا. امنعوا أي دعوة تمسّ عقيدتنا الوطنية ومصالحنا المشتركة. الثنائي الوطني، حركة أمل وحزب الله، يمثّلان الطائفة الشيعية وفقًا للشراكة الميثاقية، وهما خيارنا الراسخ ولا بديل عنهما. فالقضية اليوم قضية تكتلات لا أفراد، وخيار الجنوب والبقاع والضاحية هو خيار الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. عدونا هو إسرائيل، ولن نخاف، وخيارنا الجيش والشعب والمقاومة".
وأضاف: "السلطة السياسية تعاقبنا وتضيّق علينا، لكننا لسنا ضعفاء ولن نكون. لنا حقوق وسنأخذها. لا نبحث عن مال قذر ولا ولاءات مستوردة ولا لعبة أمم. ولاؤنا هو للبنان ومصالحه الوطنية وعيشه المشترك. أرضنا محظورة على المشاريع الصهيونية، وفخرنا بالمقاومة لا نهاية له. جيشنا الوطني وسام شرف وسيادة".
وفي رسالته إلى السلطة السياسية، قال قبلان إن "مفهوم لبنان أولًا لا يُترجم بعزل الجنوب والضاحية والبقاع"، معتبراً أن "خنق طائفة بكاملها لعبٌ بمصير البلد". وشدّد على أن لبنان "شراكة توافقية"، وأن السلطة "مُلزَمة بخدمة مصالح اللبنانيين لا مصالح أميركا وإسرائيل"، محذرًا من "مشاريع التطويق الأمني والخنق المالي والغرف المظلمة التي تزيد المخاطر على البلد".
وانتقد المفتي قبلان أداء الحكومة قائلاً: "الحكومة التي لا تعرف من ملف الجنوب والبقاع إلا عدد الغارات الإسرائيلية، ليست حكومة لبنان. نحن بحاجة إلى حكومة تُصنع في لبنان، تحميه وتمنع الانقسام فيه، لا حكومة تفتح الأبواب أمام الطواقم الأجنبية وتكشف الملفات السيادية".
وفي ختام خطبته، وجّه رسالة إلى "توم براك" قائلاً: "لبنان هو لبنان، وما لم يستطعه الإسرائيلي زمن الحرب، رغم شراكتكم، لن يستطيعه أحد في هذا العالم".
الـــمــــزيــــــــــد
