عقد وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين لقاءً مع مدراء مستشفيات محافظة بعلبك – الهرمل، في مطعم قصر بعلبك في مدينة بعلبك، بحضور رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور علي المقداد، ومسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر، والمسؤول الإعلامي الحاج مالك ياغي.

وخلال اللقاء، شدّد الوزير ناصر الدين على أنّ العمل في ظل الحاجات الكبيرة يفرض اعتماد منطق الأولويات الصحية، موضحًا أنّ استراتيجية الوزارة ومشروعها يقومان على هذا الأساس، بهدف مساعدة الفئات الأكثر فقرًا، ورفع مستوى الخدمة والجودة تدريجيًا في المستشفيات الحكومية والخاصة على حدّ سواء.
وأشار ناصر الدين إلى أنّ وزارة الصحة أطلقت حملة دعم للمستشفيات الحكومية تشمل المعدات والصيانة والمساهمات المالية، لافتًا إلى إنجاز نحو 40% من الخطة خلال الأشهر الستة الأولى. وأوضح أنّ الخطة يُفترض أن تُستكمل في النصف الأول من العام 2026، بحيث يتجاوز حجم الاستثمار في المستشفيات الحكومية، من خلال افتتاح أقسام جديدة وتزويدها بالمعدات، 100 مليون دولار دعمًا لهذا القطاع.
وأضاف أنّ الوزارة قامت بتوسعة ملحوظة في ضوء الاستشفاء والطبابة، حيث جرى إدخال نحو 40 عملية جديدة باتت مغطّاة على نفقة وزارة الصحة، قسم منها بنسبة 100%، وقسم آخر وفق النسب المعتمدة في المستشفيات الحكومية (80%) وفي المستشفيات الخاصة (65%)، مؤكدًا أنّ الأولوية أُعطيت للعمليات الأساسية.
وعلى الصعيد الدولي، كشف وزير الصحة عن خطوات متقدّمة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، موضحًا أنّ لبنان كان محرومًا من حق التصويت بسبب عدم تسديد المستحقات على مدى ست سنوات، إلا أنّ الوزارة تمكّنت من دفع هذه المستحقات وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي، ما أتاح له المشاركة للمرة الأولى في اللجنة المقرّرة للمنطقة ضمن المنظمة.
كما تطرّق إلى ملف المختبر المركزي الذي كان متوقفًا منذ سنوات، مشيرًا إلى تأمين التمويل لإنشاء مختبرين مركزيين:
– مختبر مركزي دوائي في الجامعة اللبنانية بهبة معدات من البنك الدولي جرى التوقيع عليها،
– ومختبر مركزي وبائي في مستشفى الشهيد رفيق الحريري الجامعي في بيروت، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وتمويل من بنك الاستثمار الأوروبي، حيث بدأت الأعمال، ومن المتوقع أن يبصر المشروع النور خلال نحو سنة.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور علي المقداد أنّ وزارة الصحة أنجزت ملفات أساسية في وقت عجزت فيه وزارات أخرى عن تحقيق أي إنجاز يُذكر، منتقدًا على سبيل المثال أداء وزارتي الطاقة والمياه رغم الوعود المتكرّرة بتأمين كهرباء 24/24، وكذلك وزارة الخارجية.

وذهب المقداد أبعد من ذلك في انتقاد أداء وزير الخارجية، معتبرًا أنّ وزير الصحة يعمل لكل لبنان، في حين أنّ وزير الخارجية، بحسب تعبيره، يعمل لفريق سياسي معيّن ولا يمثّل جميع اللبنانيين، رغم تولّيه تمثيل لبنان في المحافل الدولية. وطالب المقداد مجلس الوزراء بـلفت نظر وزير الخارجية، معتبرًا أنّ ما يحصل “غير مقبول نهائيًا”، وأنّ لبنان يحتاج إلى من يؤمّن له الدعم، لا إلى من يساهم في إضعافه بالتنسيق مع الأميركيين وإسرائيل.