أكد رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح لـ«التلفزيون العربي» خلال مشاركته في منتدى الدوحة أنّ لبنان «ليس في مفاوضات سلام» مع إسرائيل، لكنه «مستعدّ للسلام» شرط تطبيق مبادرة السلام العربية بحذافيرها، مشددًا على أنّ أي مسار سياسي لا يمكن أن يخرج عن هذا الإطار.
وشدّد سلام على أنّ التمسك بالمبادرة العربية هو موقف ثابت للدولة اللبنانية، مضيفًا أنّه لا يستبعد «سلام التطبيع» في حال استيفاء شروطها كاملة، معتبرًا أنّ تحقيق هذه الشروط وحده يمكن أن يُنتج عملية تطبيع واضحة ومتكاملة.
وفي وقتٍ سابق، اعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في الشق السياسي، أنّ العدوان الإسرائيلي يشكّل خطرًا على لبنان وعلى المقاومة في آنٍ معًا، لافتًا إلى أنّه لا توجد مقاومة في العالم تمتلك سلاحًا أقوى من سلاح العدو، وأنّ عدم التوازن في ظل وجود السلام أمر طبيعي.
وأوضح قاسم أنّ إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير، فيما يُعدّ الردع استثناءً، مشيرًا إلى أنّ الردع الذي منع الاعتداءات لمدّة 17 سنة هو ردع استثنائي. وشدّد على أنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، معتبرًا أنّ منع العدوان هو من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما.
وأكد قاسم استعداد المقاومة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقتها على استراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، رافضًا في المقابل أي إطار يُعدّ استسلامًا للولايات المتحدة وإسرائيل. كما شدّد على أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، معتبرًا أنّ هذا الطرح مطلب أميركي – إسرائيلي يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان، وأنّ الأزمة الحقيقية تكمن في العقوبات والفساد، محذرًا من أنّ الاستسلام يفتح الطريق أمام وضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية ويؤدي إلى زواله.
وتزامناً مع كلمة قاسم، نشر المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إنذارًا عاجلًا موجّهًا إلى سكان جنوب لبنان، وتحديدًا بلدة يانوح، زاعمًا أنّ الجيش الإسرائيلي سيشنّ في المدى القريب هجمات تستهدف «بنى تحتية عسكرية» تابعة لحزب الله.
ودعا أدرعي سكان المبنى المحدد باللون الأحمر في الخريطة المرفقة، إضافة إلى المباني المجاورة، إلى إخلائها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، محذرًا من أنّ البقاء في النطاق المحدد يعرّض السكان للخطر.
وكان قد انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوثّق إشكالًا في يانوح، عقب قيام قوة من الجيش اللبناني و«اليونيفيل»، بناءً على طلب من «الميكانيزم»، بتفتيش منزل غير مأهول ادّعى الجيش الإسرائيلي أنّه يحتوي على أسلحة، من دون العثور على أي شيء. وأثناء استعداد القوة لمغادرة المكان، حلّقت مسيّرة إسرائيلية فوق الموقع، وتلقّت «اليونيفيل» طلبًا بإعادة التفتيش، ما أثار غضب صاحب المنزل وعدد من الأشخاص.
وأفاد مراسل «ليبانون ديبايت» أنّ الجيش اللبناني يواصل تفتيش المنزل المهدَّد في يانوح، ويُجري أعمال حفر داخله من دون العثور على أي شيء حتى الآن، مشيرًا إلى أنّ هذه الإجراءات تترافق مع تواصل مباشر عبر الـVideocall مع لجنة «الميكانيزم».
وفي السياق نفسه، أعلن أدرعي لاحقًا أنّه جرى إصدار إنذار لإخلاء المبنى تمهيدًا لاستهدافه، قبل أن يتقدّم الجيش اللبناني عبر آلية التنسيق بطلب الوصول مجددًا إلى الموقع، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تجميد الغارة مؤقتًا مع الإبقاء على مراقبة الهدف، على حدّ تعبيره.