جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، تأكيده أن هجوم تدمر، الذي استهدف قوات أميركية وسورية قرب المدينة خلال جولة ميدانية مشتركة أمس السبت، لن يمرّ من دون رد.
وأضاف ترامب، في كلمة له من البيت الأبيض، أن ضررًا كبيرًا سيلحق بالجهات التي هاجمت القوات الأميركية في سوريا، مؤكدًا أن الحكومة السورية قاتلت إلى جانب القوات الأميركية لردع الهجوم.
وقال ترامب: "في سوريا تعرّضنا لهجوم، وقُتل ثلاثة من أبطالنا على يد عناصر شريرة، وليس على يد الحكومة السورية، بل على يد تنظيم داعش. لقد قاتلت الحكومة السورية إلى جانبنا، وكذلك الرئيس الجديد. أتقدّم بخالص التعازي إلى أسر الضحايا. كما أُصيب ثلاثة آخرون، غادر اثنان منهم المستشفى، فيما الثالث في حالة جيدة، لكننا فقدنا ثلاثة. لقد كان يومًا عصيبًا".
ويأتي ذلك بعد أن شدّد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس براك، اليوم الأحد، على أن هجوم تدمر يؤكد استمرار خطر تنظيم داعش على سوريا والعالم. وأضاف، في منشور عبر منصة "إكس"، أن الخطة الأميركية تقوم على تمكين سوريا من ملاحقة التنظيم بدعم أميركي عملياتي محدود.
وأشار براك إلى أن هجمات داعش تأتي ردًا على الضغوط المتواصلة التي تمارسها سوريا بدعم أميركي، لافتًا إلى أن الوجود العسكري الأميركي المحدود في سوريا يساهم في حماية الولايات المتحدة من تهديدات أكبر، ومؤكدًا أن الرئيس ترامب لن يسمح بمرور هجوم تدمر من دون رد.
بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الوزير أسعد الشيباني أكد لنظيره الأميركي ماركو روبيو، في اتصال هاتفي اليوم الأحد، أن هجوم تدمر يشكّل محاولة لزعزعة العلاقات بين البلدين. وأضافت أن روبيو اعتبر الهجوم تحديًا جديدًا في إطار مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أهمية العمل مع سوريا لتعزيز الجهود المشتركة في هذا المجال.
وأشارت الخارجية السورية إلى أن وزير الخارجية الأميركي شدّد على استمرار دعم بلاده للحكومة السورية.
وكان ترامب قد وصف الهجوم سابقًا بأنه "إرهابي"، معتبرًا أنه وقع في منطقة "شديدة الخطورة" ولا تخضع لسيطرة كاملة من قبل السلطات السورية.
من جهتها، أكدت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط "سنتكوم" مقتل منفذ الهجوم وجنديين أميركيين، إضافة إلى مترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين، مشيرة إلى أن الوفد كان في تدمر في إطار مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم داعش.
وفي المقابل، دانت دمشق الهجوم ووصفته بـ"الإرهابي"، وقدّمت تعازيها للحكومة والشعب الأميركيين.
ويُذكر أن دمشق كانت قد انضمت رسميًا إلى التحالف الدولي خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي، في حين تنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تؤكد واشنطن أن وجودها العسكري يركّز على مكافحة تنظيم داعش.