اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 16 كانون الأول 2025 - 19:40 العربية
العربية

رسائل ما بعد الحرب… طهران تعيد نشر ترسانتها الصاروخية

رسائل ما بعد الحرب… طهران تعيد نشر ترسانتها الصاروخية

بدأت إيران علنًا بمراجعة إخفاقاتها العسكرية التي تكشّفت خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، بالتوازي مع عرض أسلحتها الاستراتيجية أمام الجمهور في معرض منتزه إيران الوطني للطيران والفضاء غرب طهران، في خطوة تهدف إلى إعادة ضبط السردية الداخلية وترميم صورة الردع بعد صدمة الحرب، وفق ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.


وأقرّ قادة عسكريون ومسؤولون حكوميون، في مقابلات بثّها المخرج الإيراني جواد مقوئي عبر منصة "يوتيوب"، بأن أنظمة الرادار المحلية فشلت في منع الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية من تنفيذ ضربات داخل طهران، معبّرين عن مفاجأتهم بأسلوب العمليات الإسرائيلية، ولا سيما استهداف قادة عسكريين وعلماء نوويين داخل منازلهم.


وقال محمد رضا نقدي، نائب قائد في الحرس الثوري خلال الحرب: "تفاجأنا بطريقة عمل العدو. لم نكن نتوقع استهداف القادة والعلماء في بيوتهم مع عائلاتهم. أخطأنا في التقدير ونعترف بأننا كنا مخطئين".


ويُعدّ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في تموز 2024 اللحظة الأكثر إحراجًا، إذ امتنعت إيران آنذاك عن الرد. ويعترف مسؤولون اليوم بأن ذلك لم يكن "ضبط نفس استراتيجيًا"، بل نتيجة إدراك بغياب القدرة على الرد الفعّال في تلك المرحلة والحاجة إلى وقت لإعادة بناء الجاهزية العسكرية، بحسب التقرير.


وفي هذا السياق، قال العميد علي محمد نائيني، المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، إن طهران عملت بعد الحرب على رفع دقة الصواريخ وكفاءتها، مضيفًا: "نعمل على مدار الساعة للوصول إلى مستوى جديد من الجاهزية. ومن دون الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، لاستمرت هذه الحرب ثماني سنوات كما حدث مع العراق، لا 12 يومًا فقط، وكان الانتقال إلى الهجوم سيستغرق عامًا بدل ساعات".


وتزامن هذا الاعتراف مع تنظيم معرض عسكري عرضت فيه إيران صواريخ باليستية وفائقة السرعة، وطائرات مسيّرة، ومركبات مدرعة، إضافة إلى بقايا طائرة مسيّرة إسرائيلية قالت طهران إنها أُسقطت خلال الحرب. وأكد العميد علي بلالي، مدير المعرض، أن الهدف هو إظهار أن هذه الأسلحة "محلية الصنع ومخصصة للدفاع عن الوطن"، وأن إيران باتت ضمن "نادي الدول المتقدمة في تطوير الصواريخ".


ولاحظ محللون أنه مع تقدّم الحرب أطلقت إيران عددًا أقل من الصواريخ، وإن كانت أكثر تدميرًا، ما أثار تساؤلات حول احتمال تضرر مخازن الأسلحة تحت الأرض. ورفض نقدي هذه التقديرات، مؤكدًا أن إسرائيل "لم تدمّر حتى 3 في المئة من منصات إطلاق صواريخنا"، مضيفًا أن التكنولوجيا أصبحت محلية إلى درجة تسمح بتصنيع منصة إطلاق في ورشة حدادة.


وقال دبلوماسي غربي رفيع في طهران إن إيران قد تتجه إلى نقل مواقع الصواريخ إلى عمق شرق البلاد بعيدًا عن متناول الطائرات الإسرائيلية والأميركية لتعزيز الحماية. وعلّق نقدي على ذلك بالقول: "إذا أبقينا أهدافنا خارج نطاق وصول العدو، فلن تكون هناك حرب أخرى. يجب أن تفوق كلفة الهجوم على العدو ما يحققه من مكاسب".


ويعيش الإيرانيون منذ وقف إطلاق النار حالة توصف رسميًا بـ"لا حرب ولا سلم"، في ظل منع مفتشي الأمم المتحدة من دخول مواقع نووية حساسة قصفتها الولايات المتحدة، وتعثر المفاوضات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي، وإعادة فرض عقوبات أوروبية على طهران. ويؤكد مسؤولون أن الجاهزية العسكرية تُستعاد بسرعة، رغم مقتل أكثر من ألف شخص خلال النزاع، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.


ويراقب دبلوماسيون غربيون ما إذا كانت إيران تسعى إلى دعم خارجي لإعادة بناء قدراتها العسكرية، ولا سيما من دول مثل روسيا والصين وباكستان.


وعلى المستوى الشعبي، خرج كثير من زوار معرض الطيران والفضاء بقناعة مفادها أن مستقبل إيران بات مرتبطًا بتعزيز برنامجها الصاروخي لا الاكتفاء بحمايته. وقال كيفان، وهو مهندس حاسوب يبلغ 27 عامًا: "إذا تخلينا عن برنامجنا الصاروخي، فسنتعرض لهجوم أشد في المرة المقبلة. بعد الحرب، أدركنا أكثر من أي وقت مضى مدى القيمة التي تمثلها هذه الصواريخ".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة