واصل خبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تمشيط المنطقة المحيطة بحرم جامعة براون في مدينة بروفيدنس، في ولاية رود آيلاند، حيث وقعت عملية إطلاق نار واسعة أدّت إلى استشهاد طالبين، فيما تتواصل عملية البحث عن المهاجم لليوم الرابع على التوالي.
وأظهرت صور نشرها الـFBI عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، اختصاصيي مختبرات جنائية وفرق استجابة للأدلة وهم يجرون مسحًا ميدانيًا دقيقًا خارج الحرم الجامعي، في إطار التحقيقات الجارية لتحديد مسار المشتبه به وجمع الأدلة ذات الصلة.
وكان إطلاق النار قد وقع يوم السبت، حين اقتحم رجل مسلح ببندقية أحد مباني الجامعة أثناء فترة الامتحانات، وفتح النار داخل المبنى قبل أن يلوذ بالفرار، ما استنفر الأجهزة الأمنية والشرطية في المدينة.
وفي هذا السياق، عرض مسؤولو مدينة بروفيدنس، الثلاثاء، تسجيلًا مصوّرًا جديدًا ومحسّنًا يُظهر المشتبه به أثناء تجوّله في أحياء سكنية داخل المدينة، في محاولة لتوسيع دائرة البحث والاستفادة من مساعدة السكان.
وقال قائد شرطة بروفيدنس أوسكار بيريز: "هناك تسجيل مصوّر محسّن، ونطلب من العامة الانتباه إلى حركات الجسد ووضعية الجسم، لأنها قد تساعد في تحديد هوية هذا الشخص"، مجددًا مناشدته السكان الذين يملكون منازل أو مركبات مزوّدة بكاميرات مراقبة، تسليم أي تسجيلات قد تفيد التحقيقات.
وأضاف بيريز أن المحققين تلقّوا نحو 200 بلاغ حتى الآن، يجري التعامل معها وتقييمها تباعًا. وأوضح أن السلطات كانت قد أوقفت في مرحلة أولى شخصًا على خلفية الحادث، قبل أن تطلق سراحه لاحقًا بعد التأكد من عدم صلته بإطلاق النار.
من جهته، أعلن الـFBI عن مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على المشتبه به، محذرًا من ضرورة اعتباره "مسلحًا وخطيرًا".
ودعت جامعة براون، في بيان صدر الثلاثاء، الطلاب الذين كانوا موجودين في المكان وقت وقوع الهجوم إلى الاستعداد للخضوع لاستجواب من قبل الشرطة، في إطار استكمال التحقيقات.
والطالبان اللذان استشهدا في الهجوم هما إيلا كوك، نائبة رئيس الرابطة الجمهورية في جامعة براون، ومحمد عزيز أومورزوكوف، وهو طالب من أوزبكستان كان يتخصص في جراحة الأعصاب.
ويأتي هذا الحادث في سياق سلسلة طويلة من عمليات إطلاق النار التي تستهدف المدارس والجامعات في الولايات المتحدة، وسط استمرار الجدل السياسي الحاد حول قوانين اقتناء الأسلحة النارية. وتشير بيانات "أرشيف عنف الأسلحة النارية" إلى تسجيل أكثر من 300 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، في بلد يفوق فيه عدد الأسلحة عدد السكان.