تابعت وزارة الزراعة تنفيذ إجراءات التقصّي الوبائي العلمية ومراقبة الوضع الصحي للثروة الحيوانية في عدد من المناطق اللبنانية، في إطار رصد ومكافحة مرض الحمّى القلاعية، وذلك وفق البروتوكولات الوطنية والدولية المعتمدة للأمراض العابرة للحدود.
وفي هذا السياق، ترأّس وزير الزراعة الدكتور نزار هاني سلسلة اجتماعات تنسيقية مع الجهات المانحة والشركاء الدوليين المعنيين بقطاع الصحة الحيوانية، هدفت إلى تعزيز الجهوزية الوطنية، وتأمين الدعم التقني واللوجستي اللازم، وضمان الاستجابة السريعة والفعّالة لأي تطورات ميدانية.
كما أنشأت الوزارة لجنة طوارئ مركزية (خلية أزمة) تضم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ووزارة الصحة العامة، ونقابة الأطباء البيطريين في لبنان، وممثلي مربّي المواشي، إلى جانب خبراء الوزارة المختصين. وتُعنى هذه اللجنة بمتابعة الوضع الصحي ميدانياً وبصورة متواصلة، بالتنسيق الكامل مع القوى الأمنية والبلديات والجهات الرسمية والمحلية المعنية، بما يضمن حصر أي بؤر محتملة ومنع انتشار المرض.
ميدانياً، باشرت الفرق الفنية المتخصصة في الوزارة، ولا سيما فريق دائرة الثروة الحيوانية في مصلحة زراعة عكّار، تنفيذ جولات ميدانية شاملة، جرى خلالها أخذ عينات سريرية ومخبرية من حالات يُشتبه بإصابتها، ضمن إجراءات علمية دقيقة هدفت إلى الرصد المبكر وحصر نطاق الإصابة.
وبالتوازي، ومنذ الإبلاغ عن تسجيل إصابات بين الأبقار في منطقة البقاع، تحرّكت دائرة الثروة الحيوانية في مصلحة زراعة البقاع بشكل عاجل، حيث سُحبت العينات اللازمة وأُودعت مختبر الفنار، وأظهرت الفحوصات المخبرية وجود عترة SAT1. كما بيّنت الكشوفات الحقلية انتشار المرض في عدد من قطعان الأبقار والأغنام والماعز في مناطق عدة من البقاع، ولا سيما غزّة، المرج، قب الياس، وسعدنايل، حيث أُصيبت بعض القطعان بشكل شبه كامل.
وواصلت الفرق المختصة في البقاع متابعة الوضع الوبائي عبر تعبئة استمارات التقصّي بالتعاون مع المراكز الزراعية، وأخذ عينات إضافية عند الحاجة. وبتوجيه مباشر من وزير الزراعة، باشرت الفرق الفنية إحصاء الأضرار من خلال التواصل مع المربين أو عبر زيارات حقلية. كما جرى تزويد مراكز حارة الفيكاني، غزّة، وبرالياس بالألبسة الواقية وأغطية الأرجل، بما يضمن سلامة الفرق العاملة.
وبالتوازي، نفّذت الفرق الفنية في وزارة الزراعة حملات تطعيم موسمية وقائية وفق الخطط المعتمدة، في خطوة تهدف إلى الحد من انتشار المرض وتعزيز مناعة القطعان.
وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات تندرج ضمن المنظومة الوطنية للمراقبة الصحية الحيوانية، حيث أُرسلت العينات إلى مختبر الصحة الحيوانية في مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية لإجراء الفحوصات المرجعية المتقدمة وتحديد الوضع الوبائي بدقة علمية.
وأكدت أن الحمّى القلاعية مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، كالأبقار والأغنام والماعز، وينتقل عبر الاحتكاك المباشر أو الأدوات الملوّثة أو حركة الحيوانات المصابة، مشددة في المقابل على أن المرض لا يشكّل أي خطر على صحة الإنسان ولا يؤثر على سلامة اللحوم أو الحليب ومشتقاته.
ودعت وزارة الزراعة مربّي المواشي إلى الالتزام الصارم بإجراءات الأمن الحيوي، ولا سيما عزل الحالات المشتبه بها، وتعقيم الحظائر والمعدات، والحد من نقل الحيوانات بين المناطق، والتعاون الكامل مع الفرق الفنية المختصة.
وختمت الوزارة بالتأكيد أنها تتابع الوضع الوبائي ميدانياً ومخبرياً، وتتخذ جميع التدابير العلمية والوقائية اللازمة لحماية الثروة الحيوانية وصون الأمن الغذائي الوطني.