اقليمي ودولي

euronews
الأربعاء 17 كانون الأول 2025 - 22:06 euronews
euronews

من العلماء إلى المدنيين… تفاصيل خفية تُكشف عن الحرب بين طهران وتل أبيب

من العلماء إلى المدنيين… تفاصيل خفية تُكشف عن الحرب بين طهران وتل أبيب

كشف تحقيق صحافي مشترك أعدّته صحيفة "واشنطن بوست" بالتعاون مع برنامج PBS Frontline جانبًا خفيًا من كواليس المواجهة العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مسلّطًا الضوء على حملة اغتيالات سرّية استهدفت علماء إيران النوويين ضمن ما تُسميه إسرائيل "عملية نارنيا".


وبحسب التحقيق، هدفت العملية إلى ضرب ما وصفه مسؤولون أمنيون إسرائيليون بـ"العقل المدبّر" للبرنامج النووي الإيراني، أي جيل من المهندسين والفيزيائيين الذين تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أنهم يعملون على تحويل المواد الانشطارية إلى سلاح نووي.


وأشار التحقيق إلى أن التحضيرات للحرب كانت قد بلغت مراحلها النهائية، مع انتشار عشرات العملاء المدرّبين داخل إيران وتجهيزهم بأسلحة متطورة، فيما وُضع طيارو سلاح الجو الإسرائيلي في حالة جهوزية بانتظار الأوامر.


وانطلقت الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة 13 حزيران 2025، عبر هجمات جوية وُصفت بأنها غير مسبوقة، استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وأنظمة دفاع جوي، إضافة إلى قادة عسكريين وعلماء نوويين.


وفي إطار الإعداد لعملية "نارنيا"، أعدّ محللو الاستخبارات الإسرائيلية قائمة أولية ضمّت نحو 100 عالم نووي إيراني، قبل تقليصها إلى حوالى 12 هدفًا، مع جمع ملفات تفصيلية عن تحركاتهم ومنازلهم وأعمالهم، استنادًا إلى عقود من العمل الاستخباراتي.


وعند الساعة 3:21 فجر 13 حزيران، بدأت الضربات تطال مباني سكنية في طهران، إيذانًا بانطلاق حملة استهداف العلماء النوويين. وأسفرت الهجمات عن مقتل محمد مهدي طهرانجي داخل شقته في "مجمع الأساتذة" في العاصمة، وبعد ساعات قُتل فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأعلنت إسرائيل لاحقًا اغتيال 11 عالمًا نوويًا إيرانيًا خلال الأيام الأولى للحرب.


غير أن التحقيق أشار إلى أن العملية لم تخلُ من سقوط مدنيين، إذ تمكّنت "واشنطن بوست" بالتعاون مع منصة Bellingcat من توثيق مقتل 71 مدنيًا في خمس ضربات استهدفت علماء نوويين، استنادًا إلى صور أقمار صناعية وسجلات وفاة وتغطية إعلامية محلية.


وأكد التحقيق مقتل 10 مدنيين، بينهم رضيع، في الضربة التي استهدفت "مجمع الأساتذة"، كما قُتل نجل العالم محمد رضا صديقي صابر (17 عامًا) في غارة أولى لم يكن والده موجودًا خلالها. وفي 24 حزيران، قُتل صديقي صابر نفسه خلال وجوده في منزل أحد أقاربه بمحافظة جيلان، في ضربة أسفرت عن مقتل 15 مدنيًا بينهم أربعة قاصرين.


وعلى الصعيد الأمني، نقل التحقيق عن جنرال إسرائيلي مشارك في التخطيط قوله: "كانت لدينا أخيرًا فرصة عملياتية لتنفيذ ذلك". وكشف عن تفعيل جهاز الموساد لأكثر من 100 عميل داخل إيران، بعضهم زُوّد بأسلحة خاصة ونُفّذت مهامهم ضمن سرية تامة، وُصفت بأنها "غير مسبوقة في التاريخ".


أما سياسيًا، فأشار التحقيق إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عرض على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أربعة سيناريوهات للهجوم على إيران في بداية ولايته الثانية. ورغم إظهار واشنطن رغبة في إعطاء الدبلوماسية فرصة، استمر التنسيق العسكري والاستخباراتي، فيما استُخدم المسار الدبلوماسي، بحسب التحقيق، كغطاء لقرار الضربة.


وحتى بعد بدء الهجمات، أرسلت إدارة ترامب مقترحًا أخيرًا إلى طهران يتضمن رفع العقوبات مقابل إنهاء دعم حلفاء إقليميين وإغلاق منشآت تخصيب، ومع رفض إيران، أُعطي الضوء الأخضر لانضمام القوات الأميركية إلى العمليات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة