وتعتبر مصادر مطلعة على أجواء حزب الله أنّ اجتماع اليوم ليس بالمفصلي كما يروّج، وأن الحزب مقتنع تمامًا بأن هناك حجمًا كبيرًا من التهويل، لا سيما أنّ لبنان أقدم في النهاية على مجموعة من التنازلات في إطار منع الحرب.
ومن هذا المنطلق، تتساءل المصادر: في ظل كل هذه التنازلات، لماذا ستندلع الحرب؟ إلا إذا كان هناك شيء غير صحيح أو ما يمكن وصفه بـ"الكذب الدبلوماسي".
وتلفت إلى أنّ الميكانيزم هو إطار لتحقيق الاستقرار والأمن وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وليس لإشعال الحرب. ومن هنا، قررت السلطة في لبنان إشراك دبلوماسي في إطار دفع الأمور، أو كما عبّروا، لسحب الذرائع من إسرائيل ودفعها لتنفيذ وقف إطلاق النار.
وتشير المصادر إلى ما قاله الرئيس بري، بأنّ "إذا لم تؤدِ هذه المشاركة إلى وقف إطلاق النار وانسحاب الإسرائيلي، فسيتم مراجعة هذا القرار".
ورغم هذا التفسير لمسار الأمور، لا تأمن المصادر للعدو الإسرائيلي المعروف بغدره، والذي يواصل أساسًا الحرب والتصعيد، ومع ذلك، ما يُقال هو أنّ هناك حجمًا من التهويل، ويُرى أنّ هذا الأمر بغير مكانه.
ولا تستبعد المصادر أن يكون التهويل الخارجي والداخلي بهدف أخذ الأمور من دون ثمن، للأسف، بما يخالف مصلحة لبنان، مستغربةً التهويل بحرب على من التزم بالاتفاق وليس على من يخرقه، مشيرةً إلى أنّ الدبلوماسيين الذين قاموا بجولة في الجنوب لمسوا هذا الواقع، وكيف أنّ الجيش اللبناني يقاتل باللحم الحي بدون دعم، متسائلة وفق هذا الواقع، تحت أي عنوان ستشن إسرائيل حربها؟